مواضع الدعاء المستجاب – أكثر من 20 موضع الدعاء فيها مستجاب!

  مصنف: شريعة 2195 0

لقد دلنا الرسول ﷺ على مواضع الدعاء المستجاب فيها لنحرص عليها ونداوم على الدعاء عندها.   فيجب علينا ان نحرص عليها استجابتاً لرسول الله فإذا علمنا ان الدعاء مستجاب في بعض المواضع ولم  نوليها اهتماماً كننا نعرض عن استجابة لنصح رسولنا الكريم.

 وهذا طبعاً لا يعني ان الدعاء في غير هذه المواضع غير مرجو أو متسجاب.  فقد قال تعالى في سورة البقرة (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)

فينبغي للمؤمن أن يكثر من دعاء الله تعالى في كل حين، وأن يجتهد كل الاجتهاد في تجنب الأسباب المانعة من استجابة الدعاء كالأكل الحرام والتغذي به، والدعاء بقلب غافل ساهٍ.   فإذا ما اجتنب الداعي موانع الإجابة فعليه أن يدعو متيقنًا باستجابة الله لدعائه؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. رواه الترمذي.

 وقال صلى الله عليه وسلم: إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفرًا. رواه أبو داود وغيره.

مواضع الدعاء المستجاب

مواضع الدعاء المستجاب

  1. ليلة القدر فقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال لعائشة لما قالت له : أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟
    قال : قولي ” اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني “.
  2. الدعاء في جوف الليل وهو وقت السحر ووقت النزول الإلهي فإنه سبحانه يتفضل على عباده فينزل ليقضي حاجاتهم ويفرج كرباتهم فيقول : ” من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له” رواه البخاري (1145)
  3. دبر الصلوات المكتوبات وفي حديث أبي أمامة ” قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات” رواه الترمذي (3499) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
    وقد اختلف في دبر الصلوات – هل هو قبل السلام أو بعده ؟.
    واختار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أنه قبل السلام ، قال ابن تيمية : ” دبر كل شيء منه كدبر الحيوان ” زاد المعاد(1/305) ، وقال الشيخ ابن عثمين : ” ما ورد من الدعاء مقيداً بدبر الصلاة فهو قبل السلام وما ورد من الذكر مقيداً بدبر الصلاة ، فهو بعد الصلاة ؛ لقوله تعالى : ” فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم” انظر كتاب الدعاء للشيخ محمد الحمد ص (54).
  4. بين الأذان والإقامة فقد صح عن النبي ﷺ أنه قال: ( لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة ) رواه أبو داود (521) والترمذي (212) وانظر صحيح الجامع (2408) .
  5. عند النداء للصلوات المكتوبة وعند التحام الصفوف في المعركة كما في حديث سهل بن سعد مرفوعاً : ” ثنتان لا تردان ، أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً ” رواه أبو داود وهو صحيح انظر صحيح الجامع (3079 )
  6. عند نزول الغيث كما في حديث سهل بن سعد مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ثنتان ما تردان : ( الدعاء عند النداء وتحت المطر ) رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع (3078 ).
  7. في ساعة من الليل كما قال عليه الصلاة والسلام :” إن في الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة” رواه مسلم ( 757).
  8. ساعة يوم الجمعة .
    فقد ذكر رسول الله ﷺ يوم الجمعة فقال : ( فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه ) وأشار بيده يقللها . رواه البخاري (935) ومسلم (852).
  9. عند شرب زمزم فعن جابر رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: ” ماء زمزم لما شرب له ” رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع ” (5502)
  10. في السجود قال ﷺ : ” أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ” رواه مسلم (482).
  11. عند سماع صياح الديك لحديث : ” إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكاً ” رواه البخاري (2304) ومسلم (2729).
  12. عند الدعاء بـ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ” وقد صح عنه ﷺ : أنه قال : ” دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له ” رواه الترمذي وصححه في صحيح الجامع (3383) قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ).
    قال رحمه الله : في هذه الآية شرط الله لمن دعاه أن يجيبه كما أجابه وينجيه كما نجاه وهو قوله: ( وكذلك ننجي المؤمنين ) الجامع لأحكام القرآن (11/334).
  13. إذا وقعت عليه مصيبة فدعا بـ “إنا لله إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها ” فقد أخرج مسلم في صحيحه (918) عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول : “ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها ” رواه مسلم (918).
  14. دعاء الناس بعد قبض روح الميت ففي الحديث أن النبي صلى الله دخل على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال : ” إن الروح إذا قبض تبعه البصر ، فضج ناس من أهله فقال : لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير ؛ فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ” رواه مسلم (2732).
  15. الدعاء عند المريض : فقد أخرج مسلم (919) عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : قال ﷺ : ” إذا حضرتم المريض فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون .. قالت : فلما مات أبو سلمة أتيت رسول الله ﷺ فقلت : إن أبا سلمة قد مات، فقال لي : قولي : اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة ” قالت : فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه ، محمداً ﷺ “.
  16. دعوة المظلوم وفي الحديث : ” واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ” رواه البخاري (469) ومسلم (19) وقال عليه الصلاة والسلام : ” دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ؛ ففجوره على نفسه ” رواه أحمد وانظر صحيح الجامع (3382).
  17. دعاء الوالد لولده – أي : لنفعه – ودعاء الصائم في يوم صيامه ودعوة المسافر فقد صح عن نبينا ﷺ أنه قال : ” ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد لولده ، ودعوة الصائم ودعوة المسافر ” رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع (2032) وفي الصحيحة (1797).
  18. دعوة الوالد على ولده – أي : لضرره – ففي الحديث الصحيح : ” ثلاث دعوات مستجابات : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده ” رواه الترمذي (1905) وانظر صحيح الأدب المفرد (372)
  19. دعاء الولد الصالح لوالديه كما ورد في الحديث الذي أخرجه مسلم (1631) : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به )
  20. الدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر فعن عبد الله بن السائب – رضي الله عنه أن رسول الله كان يصلي أربعاً بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال : ” إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح ” رواه الترمذي وهو صحيح الإسناد انظر تخريج المشكاة (1/337) .
  21. الدعاء عند الاستيقاظ من الليل وقول الدعاء الوارد في ذلك فقد قال ﷺ : ” مَنْ تَعَارَّ ( أي : استيقظ )مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ ” رواه البخاري (1154) .
  22. الدعاء يوم الجمعة؛ فقد أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن استجابة الدعاء في ساعةٍ من يوم الجمعة، وذكر أنّ في يوم الجمعة ساعة يُستجاب فيها الدعاء، كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا)، وقد ورد أنّها من حين جلوس الإمام على المنبر، إلى قضاء الصلاة؛ لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: (هي ما بيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الإمَامُ إلى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ)، وورد أنّها من آخر نهار الجمعة إلى غروب الشمس.
  23. الدعاء في الحجّ والعُمرة؛ لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (الغازي في سبيلِ اللهِ، والحاجُّ، والمعتمِرُ؛ وفدُ اللهِ، دعاهُم فأجابوهُ، وسأَلوه فأعطاهُم)
  24. الدعاء يوم عرفة؛ فقد ثبت في صحيح مسلم عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟)
  25. الدعاء حين الصيام والسَّفر؛ كما ورد في حديث أنس بن مالك عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ)

ينبغي للمؤمن أن يكثر من دعاء الله تعالى في كل حين وبالاخص في مواضع والأوقات التي بين الرسول ﷺ أن الدعاء المستجاب فيها، وأن يجتهد كل الاجتهاد في تجنب الأسباب المانعة من استجابة الدعاء كالأكل الحرام والتغذي به، والدعاء بقلب غافل ساهٍ. فإذا ما اجتنب الداعي موانع الإجابة فعليه أن يدعو متيقنًا باستجابة الله لدعائه؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. رواه الترمذي. 

فيما سبق ذكرنا كل مواضع الدعاء المستجاب التي اتى ذكرها في حديث أو سنة عنه صلى الله عليه وسلم.  فهي أوقات يزيد فيها رجاء الإجابة ينبغي للمؤمن تحريها مثل الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات، والساعة التي في يوم الجمعة، وقد اختلف العلماء في تحديدها لاختلاف الأحاديث في ذلك، ففي بعض الروايات أنها من حين صعود الإمام إلى أن تقضى الصلاة، وفي بعضها أنها آخر ساعة بعد العصر. فينبغي الاجتهاد في الساعتين.

ومن الأوقات التي ترجى فيها الإجابة أيضًا: عند نزول المطر، وعند التقاء الجيشين للقتال، وعند السجود، وعند الإفطار من الصيام.

مصادر

يوسف يعقوب

كاتب ومترجم وخبير برمجة لاكثر من 20 سنة. مهتم بالغذاء والصحة وعلاج الامراض بالاعشاب والطرق الطبيعية.

أقرأ مقالاتي الأخرى