ماذا فعل جبريل عليه السلام مخافة أن تدرك فرعون الرحمة؟

  مصنف: شريعة 1091 2

لم تشهد البشرية طاغيا متسلطاً كفرعون حاكم مصر، فقد طغى واستكبر في الأرض بغير حق  وجعل من نفسه إلهاً على الناس، ولكن الشر مهما استعلا وطغى وبغى فلا بد له من نهاية مريرة . والطغاة قد تخدعهم قوتهم وسطوتهم المادية ، فينسون قوة الله وجبروته ، فيهلكهم الله عز وجل. وتمرّ الأيام حتى تأتي نهاية هذا الظالم ، في مشهدٍ ذكر القرآن لنا طرفاً منه ، وجاءت القصّة النبويّة التي بين أيدينا لتضيف تفاصيل أخرى لتلك اللحظات.

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي – ﷺ – قال : ( لما أغرق الله فرعون قال : { آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } ( يونس : 90 ) ، فقال جبريل عليه السلام : يا محمد ، فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه ، مخافة أن تدركه الرحمة ) رواه الترمذي .

شرح القصة

حدثنا القرآن طويلاً عن فرعون وطغيانه وجبروته، كما أخبرنا عن نزول نقمة الله به وبجنده، عندما أغرقهم  فأهلكهم، وقد كان جبريل حاضرا شاهدا، وقد أخبر جبريل  رسولنا أن فرعون عندما أدركه الغرق، وقال: آمنت  أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل أخذ يحشي فمه بطين البحر، حتى  لا يمكّنه من النطق بكلمة التوحيد، خشية أن تدركه رحمة الله ويقبل توبته.   وما فعل جبريل ما فعله إلا من شدة حنقه على ذلك الطاغية الذي أمعن  في الكفر والإفساد، ومحاربة الإسلام، وفتنة المؤمنين .

العبر المستوحاة من القصة

  1. عظمة رحمة الله، فقد خشي جبريل وهو أعلم الخلق بالله أن تنال  رحمة الله فرعون عندما نطق بكلمة التوحيد في غرقه .
  2. فضل كلمة التوحيد، فإن جبريل خشي أن يرحم الله بها فرعون  الكافر، فكيف إذا قالها العبد في حال الصحة والعافية موقنا بها،ا شك أن في ذلك أجر عظيم وثواب جزيل .
  3. شدة بغض الملائكة للكفرة المجرمين.
  4. أن من شروط التوبة أن تكون في زمن الإمكان والمهلة ، أما وقد بلغت الروح الحلقوم ، ووصل الإنسان إلى حال الغرغرة ، فهناك لا تنفع التوبة ، فعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي – ﷺ – قال : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ).

هنا بعض الأيات التي تم ذكر فرعون الطاغية فيها:

  1. {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (24) سورة طـه.
  2. {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (4) سورة القصص.
  3. {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} (50) سورة البقرة.
  4. {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (90) سورة يونس
  5. ((فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُون)).سورة يونس

المصدر