أسباب عناد الأطفال و 5 طرق للتعامل معه وعلاجه

  مصنف: طفولة 2066 0

هل تعاني دائما من عناد الأطفال ولا تعرف طريقة التعامل معه و علاجه؟! سؤال لطالما نفكر به ولا نجد له حلا.سنطرح في هذه المقالة مظاهر العناد عند الأطفال وأسبابها و كيفية علاجها و التعامل معها.

لا تخلو أسرة بلا شك من وجود طفل عنيد في المنزل ، فمعاناتها مع الأطفال وصعوبة التعامل معهم، يكدّر صفو هذه الأسرة ويسبب لها المشاكل، وقد يكون عناد الأطفال مرحلة مؤقتة، أو صفة ثابتة تصبح بمرور الوقت شخصية للطفل، ويتسم الطفل العنيد بأنّه ذو إرادة قوية، دائم الصراخ والتذمر، ويرفض ما يُطلب منه ربما رغبة منه بهامش حرّية أو استقلالية، ومن الاعتقادات الخاطئة المنتشرة في التعامل مع عناد الأطفال، لجوء الوالدين إلى أساليب العنف، وقد يصل بهم الأمر إلى إيقاع العقوبة اللفظية أو البدنية بطفلهم، ظنا منهم أن هذا يمكن أن يُصلح الحال، دون إدراك أنّ هذا بالذات هو ما يزيد الطين بِلةً، لذا فإنّ من الضروري للوالدين معرفة كيفية التعامل مع عناد الأطفال، واكتساب المهارات التي تمكنهم من حُسن التعامل مع طباع أطفالهم السيئة.

من الممكن وصف عناد الأطفال كمشكلة تربوية عند الأطفال أو بأنه حالة من الامتناع و الاحتجاج يبديها الطفل اتجاه التعليمات و الإرشادات الموجهة إليه مع التشبث و الإصرار على الرفض، دون إبداء أي مبرر أو سبب مقنع، و تتصف مظاهره بامتناع الطفل عن الاستجابة بشكل مستمر للأوامر و التوجيهات التي يتلقاها ومقابلتها بالمقاومة و الجدال المتواصل و الثبات على موقف الرفض وعدم التنازل، كرفض الطفل تغيير ملابسه المتسخة، أو رفضه شرب الحليب أو تناول الأطعمة المفيدة على الرغم من تلقيه الإرشادات ممن أكبر منه بكل رفق و هدوء.

هنا سنعرض لكم كيفية التعامل مع الطفل العنيد و كيفية علاج عناد الأطفال.

ما هو “التصرف الطبيعي؟”

يستطيع الأطفال المقاومة بطرق مختلفة، وكلما زادت استقلالية الطفل كلما اصبح قادراً على قول “لا” بأحد هذه الطرق:

  •  يعارض ويرفض طلبك
  • يفعل عكس ما يطلب منه
  • يتجاهلك
  • يرفضك و يذهب لشخص آخر
  • يبعدك عندما تريد ان تحضنه أو تقبله
  • يهرب منك أو يتفاداك
  • يذهب إلى الشارع أو مكان آخر غير آمن
  • يفعل شيء يعلم مسبقاً رفضك له

قد تلاحظ تصرفات كهذه بعد عمر السنة تقريباً و تزداد إلى عمر السنتين – في هذا العمر لم تتكون قدرات النطق بعد.  وغالباً ما يخطئ الأطفال في فهم الأهل و لا يستطيعوا التكلم للتعبير عن طلباتهم و مشاعرهم.

معظم الاولاد يتحسن تعاونهم بين سن الـ3 و الـ5 سنوات عندما  تكون ذاكرتهم وتفكيرهم قد تحسن بشكل جيد.  عندها تكون لغتهم قد تحسنت وقد تعلموا كلمات أكثر.  قدرتهم على السيطرة على عواطفهم وتصرفاتهم تكون قد تطورت ويتعلموا ما يتوقع منهم الكبار.

تعديل سلوك الطفل العنيد

يعد العناد عند الأطفال ظاهرة سلوكية تظهر في سن مبكرة من العمر، فالطفل قبل العامين لا تظهر عليه مؤشرات أو سمات العناد، فهو اعتمادي بشكل كبير على أمه، ويتصف بالحيادية، والاتكالية، والانقياد النسبي للأوامر،ولا يخلو الأمر من بعض الممانعة الطبيعية و المعارضة لبعض التعليمات،ولكنها لا تصل إلى حد أنها ظاهرة سلوكية تحتاج إلى علاج.

يظهر العناد في مراحله الأولى عند تمكن الطفل من المشي و الكلام،أي نتيجة لبداية شعور الطفل بالاستقلالية ويكون بصورة معقولة ومعتدلة، بالإضافة إلى نمو خياله وتصوراته الذهنية، فالطفل يتعلم قول كلمة (لا) قبل تعله قول كلمة (نعم)، فهو يستشعر فرديته ويقاوم كل ما قد يمس بها، من دون الوعي بالأبعاد المترتبة على مدخلات الموقف، لذا فالواجب على الأهل التمتع بقدرة عالية من التحكم بالغضب والصبر،والابتعاد قدر الإمكان عن القمع والقسوة.

مظاهر عناد الأطفال

يظهر عناد الأطفال بأكثر من شكل على النحو الآتي:

  • رفض الأوامر وعصيانها.
  • عدم أداء المهمات بشكل مباشر، والتأخر في الاستجابة بالإضافة إلى التسويف.
  • الإصرار على ممارسة السلوكيات المنبوذة وغير اللائقة.
  • الاستجابات المبالغ فيها،والغضب لأتفه الأسباب.
  • الإصرار على ممارسة السلوكيات المنبوذة وغير اللائقة.
  • الاستجابات المبالغ فيها، والغضب لأتفه الأسباب.
  • الإصرار على سلوك الاستبداد و الاستيلاء في سبيل الحصول على أهدافه.
  • يرى الطفل نفسه دائما في موضع المصيب وصاحب الحق،ويرفض الانصياع والتنازل عن آرائه.

أنواع عناد الأطفال

تنقسم أنواع عناد الأطفال إلى ثلاثة أشكال كالآتي:

  • العناد المرضي: يكون هذا العناد آنيا و لحظيا، ويحدث بشكل طبيعي نتيجة للتقلبات النفسية وتغيرات المزاج، وهو عارض يزول بزوال مسببه.
  • العناد المتكرر:هو العناد المذموم والمرفوض اجتماعيا وتربويا، وهو مقاومة ورفض وتجاهل التعليمات و الأوامر بشكل مستمر مع إبداء المبررات غير المنطقية وغير المقنعة
  • العناد المرضي: هذا النوع من العناد نادر جدا يرافق الأمراض النفسية والعصابية، وهو يحتاج عادة للاختصاصيين النفسيين لعلاجه.

أسباب عناد الأطفال

في عمر السنتين يبدأ طفلك بتطوير قدرة التفكير.  يصبح له رأيه الخاص و أفكاره الخاصة.  يريد الأطفال ان يتصرفوا كما يشاءوون.  تعلموا قول “لا” ويستطيعون صد ما لا يريدونه.  مثلاً لا يمكن اجبار الطفل على أكل طعام لا يحبه.  ولاكنهم لايزالون صغار على فهم كيف تأثر تصرفاتهم على الأخرين من حولهم، أو على رؤية الأخطار أو على التفكير قبل الأيتاء بأي التصرف.

من المهم ان يصبح للأولاد استقلالية في التفكير.  نريد منهم ان يكبروا ويتبعوا افكارهم وقناعاتهم لا أفكار الآخرين.  أذا قمنا بقمعهم واجبارهم على  التصرف كما نريد فنحن نطمس عندهم هذه الإستقلالية و نعودهم على الخضوع لرغبات الآخرين.  ولاكن علينا الحفاظ على سلامتهم، وعلينا تعليمهم كيف يُكنوا اعتباراً لمن حولهم ونريد تربيتهم على قول “لا” بطرق ملائمة من دون أن يأذوا الآخرين.

تختلف أسباب العناد ما بين الأسباب البيئية المكتسبة، أو الدوافع النفسية لإشباع حاجات معينة، وعليه قسمت أسباب العناد كالآتي:
تدخل الوالدين المستمر بالطفل، والحديث معه بلهجة جافة، والعمل على تقييد حركته، أو الحيلولة دونه وما يريد.

  • إجبار الوالدين للطفل على نظام معين في حياته، والقسوة عليه أو تقييد سلوكه من الممكن أن يؤدي إلى تمرد الطفل ودفعه إلى العناد، كما أنّ المرونة المفرطة في التعامل مع الطفل وتدليله أكثر من اللازم والتساهل معه في الكثير من الأمور قد يؤدي إلى لجوء الطفل للعناد إذا ما واجه بعض الموانع في هذه الحالة.
  • شعور الطفل بالعجز عند مواجهته للصدمات، أو الإعاقات المزمنة قد يدفعه إلى اتخاذ العناد وسيلة للتغلب على هذا الشعور.
  • عدم شعور الطفل بالأمان في محيطه الأسري قد يدفعه إلى أن يسلك سلوك الرفض والعناد.
  • يلجأ الطفل إلى التعبير عن عقده النفسية عن طريق العناد كما هو الحال إذا جاء مولود جديد للأسرة واستولى على الرعاية والاهتمام.
  • تقليد الطفل لوالديه عندما يصممان أن يقوم طفلهما بفعل شيء معين دون إبداء الأسباب، مما يدفعه إلى تقليدهما والتشبه بهما.
  • تلبية رغبات الطفل ومطالبه نتيجة عناده، تدعم هذه الصفة لديه، فيتخذها الطفل وسيلة لتحقيق رغباته.
  • إرغام الوالدين طفلهم على فعل أشياء معينة قد تكون في بعض الأحيان مخالفة للواقع، فيظهر العناد كرد فعل للقمع الأبوي، كأن ترغم الأم ابنها على ارتداء معطف أثناء اللعب، مما يعرقل حركته وقد يمنعه من الفوز.
  • قد يظهر العناد عند الطفل كرد فعل ضد الاعتماد الزائد على الأم، أو المربية.

علاج  الطفل العنيد

يوجد الكثير من الطرق العلاجية الفعالة التي تعالج عناد الطفل و تحد منه، منها:

  1. أثر البيئة المحيطة بالطفل، فالبيئة التربوية البناءة و التنشئة الأسرية السليمة تخلق طفلا سويا متصالحا مع من حوله ومع ذاته، خاليا من المشاكل النفسية والاضطرابات السلوكية،فيجب إحاطة الطفل بجو من الحب،والعطف، واللين، و الكلام اللطيف، والنقاش الدافئ المبني على التواصل الودي، والإقناع وشرح الأسباب، بالإضافة إلى تلبية حاجاته وإشباعها، و الاستجابة لطلباته العادلة والمنطقية كاللعب والنزهات.
  2. تجاهل الطفل في حال سلوكه نهج العناد و حرمانه من استثماره، ففي حال رفضه القيام ببعض الأعمال ومقابلة سلوكه بالتجاهل فهو يفقد قيمة هذا العناد وما سيجبيه عليه، وبالتالي سيتراجع عن عناده لعدم تحقيقه غرضه.
  3. مكافئة الطفل وتعزيزه في حل استجابته للتوجيهات والأوامر بشكل سليم وهادئ، فالمعززات المادية واللفظية وغيرها تترك لديه انطباع عن فوائد الطاعة والانصياع للأوامر والاستجابة لها، كما يجب التركيز على الاستجابات الإيجابية للطفل و تعزيزها، والثناء عليه ووعده بالمزيد من المكافآت عند استمراره بالسلوكيات الإيجابية التكيفية.
  4. عقاب الطفل بشكل مباشر عند ممارسته للعناد،فكما ذكر فإن الطاعة تجلب التعزيز والمكافآت، فالعناد يجلب العقاب، كحرمان الطفل من مصروفه في اليوم التالي إذا لم يذهب إلى النوم في الموعد المحدد.
  5. عدم وصف الطفل بأنه طفل عنيد على مسمع منه، أو مقارنته بمن حوله من الأطفال المطيعين، فإن هذا يوصل العناد بشكل أكثر في نفسية الطفل وطريقة استجاباته، بالإضافة إلى عدم إلقاء الأوامر بصيغة النفي والرفض فهذا يوحي له بالعناد ويفتح له الباب للمعارضة.