عقوق الوالدين – أبرز مظاهره، اسبابه وعقوبة العاق في الدنيا والاخرة

  مصنف: شريعة 2872 0

عقوق الوالدين من اكبر الكبائر  ومن أعظم الذنوب التي يُمكن أن يرتكبها الإنسان طوال حياته، فقد نهانا الله تعالى عن أبسط الأقوال التي يُمكن أن تؤذيهم حتى كلمة “أف” نفسها، لكن مع الأسف نسي أغلب الأبناء هذا الأمر، وبات عدم طاعتهم لوالديهم شيء طبيعي  متجاهلين تماماً خطورة وعقوبة الأمر، فجزاء عقوق الوالدين يكون في الدنيا قبل الآخرة، هذا وإن دل على شيء يدل على مدى عظم الجرم وبشاعته لدرجة أنه يستوجب عقاباً فوري من الله تعالى الذي جعل رضا الله في رضا الوالدين وسخطه سبحانه وتعالى في سخطهما، قال رسول الله ﷺ: (رضا الله من رضا الوالدين وسخط الله من سخط الوالدين).

صور عقوق الوالدين

  1. إبكاء الوالدين.
  2. رفع الصوت أو تعمد جرح الوالدين وإحزانهما بالأفعال أو الأقوال.
  3. التأفف من أوامرهما .
  4. العبوس وتقطيب الجبين أمامهما.
  5. الأمر عليهما .
  6. انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة .
  7. عدم الإصغاء لحديثهما.
  8. ذم الوالدين أمام الناس .
  9. شتمهما .
  10. إثارة المشكلات أمامهما إما مع الأخوة ، أو مع الزوجة .
  11. تشويه سمعتهما .
  12. تقديم طاعة الزوجة عليهما .
  13. عدم الدعاء لهما أحياء، أو أمواتاً وعدم الاستغفار لهما.
  14. التعدي عليهما بالضرب .
  15. عدم رعايتهم والاهتمام بهم.
  16. تمني زوالهما .
  17. البخل عليهما والمنة ، وتعداد الأيادي .
  18. عدم قضاء ديونهما المادية، والمعنوية.

أسباب عقوق الوالدين

لعقوق الوالدين أسبابٌ كثيرة منها:

  1. الجهل
    فالجهل داءٌ قاتل، والجاهل عدو نفسه، فإذا جهل المرء عواقب العقوق العاجلة والآجلة، وجهل ثمرات البِّر العاجلة والآجلة، قاده ذلك إلى العقوق، وصرفه عن البر.
  2. سوء التربية
    فالوالدان إذا لم يربيا أولادهما على التقوى، والبر والصلة، فإن ذلك سيقودهم إلى التمرد والعقوق.
  3. التناقض
    وذلك إذا كان الوالدان يعلِّمان الأولاد، وهما لا يعملان بما يُعَلِّمان، بل ربما يعملان نقيض ذلك، فهذا الأمر مدعاة للتمرد والعقوق.
  4. الصحبة السيئة للأولاد
    فهي مما يفسد الأولاد ويجرهم على العقوق، كما أنها ترهق الوالدين، وتضعف أثرهم في تربية الأولاد.
  5. عقوق الوالدين للأجداد
    فهذا من جملة الأسباب الموجبة للعقوق، فإن كان الوالدان عاقين لوالديهم عوقبا بعقوق أولادهما.
  6. التفرقة بين الأولاد
    فهذا العمل يورث لدى الأولاد الشحناء والبغضاء، فتسود بينهم روح الكراهية، ويقودهم ذلك إلى بغض الوالدين وقطيعتهما.
  7. سوء خلق الزوجة
    فقد يبتلى الإنسان بزوجة سيئة الخلق، لا تخاف الله، ولا ترعى الحقوق، فتجدها تغري الزوج، بأن يتمرد على والديه، أو يخرجهما من المنزل، أو يقطع إحسانه عنهما، ليخلو لها الجوّ بزوجها، وتستأثر به دون غيرها.
  8. قلة الإحساس بمصاب الوالدين
    فبعض الأبناء لم يجرب الأُبوَّة، وبعض البنات لم تجرب الأمومة، فتجد من هذه حاله لا يأبه بوالديه، سواء إذا تأخر بالليل، أو إذا ابتعد عنهما، أو أساء إليهما.

أدلة عقوق الوالدين في القرآن والسنة

  1. قال سبحانه تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:24،23].
  2. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه). قيل: يا رسول الله! وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال رسول الله ﷺ: (يسُبُّ الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه). ومن كان هذا حاله فإنه يعرض نفسه للعنة الله تعالى، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (لعن الله من لعن والديه).
  3. قال الأصمعي: حدثني رجل من الأعراب قال: (خرجت من الحي أطلب أعقَّ الناس، وأبرَّ الناس، فكنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل يستقي بدلو لا تطيقه الإبل في الهاجرة والحرِّ الشديد، وخلفه شاب في يده رشاء (أي حبل) ملوي يضربه ، قد شق ظهره بذلك الحبل، فقلت: أما تتقي الله في هذا الشيخ الضعيف؟ أما يكفيه ما هو فيه من هذا الحبل حتى تضربه؟ فقال: إنه مع هذا أبي. فقلت: فلا جزاك الله خيرًا. قال: اسكت فهكذا كان هو يصنع بأبيه، وهكذا كان يصنع).
  4. جاء عنه – ﷺ – فيما رواه عنه أبوبكر، أنه قال: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ” قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ثلاثاً: “الإشراك بالله، وعقوق الوالدين”، وكان متكئاً فجلس، فقال: “ألا وقول الزور، وشهادة الزور، ألا وقول الزور، وشهادة الزور”، فمازال يقولها حتى قلت: لا يسكت!”.
  5. عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:( إن الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات، ومنعاً وهات ، ووأد البنات ،وكره لكم قيل وقال ،وكثرة السؤال وإضاعة المال) رواه البخاري.
  6. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال:( ثلاثةٌ لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاقُّ لوالديه، والمرأةُ المترجلة، والديوث ) رواه أحمد والنسائي وابن حبان.
  7. وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ { خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَنَحْنُ مُجْتَمِعُونَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اتَّقُوا اللَّهَ وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ ثَوَابٍ أَسْرَعَ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ , إيَّاكُمْ وَالْبَغْيَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عُقُوبَةٍ أَسْرَعُ مِنْ عُقُوبَةِ بَغْيٍ , إيَّاكُمْ وَعُقُوبَةَ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ وَاَللَّهِ لَا يَجِدُهَا عَاقٌّ وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَلَا شَيْخٌ زَانٍ وَلَا جَارٍّ إزَارَهُ خُيَلَاءَ . إنَّمَا الْكِبْرِيَاءُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَالْكَذِبُ كَلِمَةُ إثْمٍ إلَّا مَا نَفَعْت بِهِ مُؤْمِنًا أَوْ دَفَعْت بِهِ عَنْ دِينٍ . وَأَنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا مَا يُبَاعُ فِيهَا وَلَا يُشْتَرَى لَيْسَ فِيهَا إلَّا الصُّوَرُ فَمَنْ أَحَبَّ صُورَةً مِنْ رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ دَخَلَ فِيهَا } رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ .
  8. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:( رَغِمَ أَنْفُهُ ، رَغِمَ أَنْفُهُ ، قيل: مَنْ يا رسول الله ؟ قال: مَنْ أدرك والديه عند الكِبر، أحدَهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة) رواه مسلم.ومعنى (رَغِمَ أَنْفُهُ: لَصِقَ بِالتُّرابِ) أي دعاءٌ عليه.
  9. فعن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ثلاثةٌ لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً: عاقٌّ ومنانٌ ومُكذبٌ بالقّدّر
  10. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال:( رِضا الرب في رِضا الوالد، وسخطُ الرب في سخط الوالد).

عقوبة عقوق الوالدين

  1. عقوبة العقوق في الدنيا
    • لا يُقبل عمله في الدنيا ولا يُثاب عليه في الآخرة.
    • لا يُبارك له الله تعالى في رزقه فيُصاب بالفقر وضيق الحال.
    • يُصبح من المكروهين في الأرض والسماء، فيبغضه من حوله ويكرهون معاملته وتلعنه الملائكة.
    • لا يُرفع له دعاء ولا يُقبل منه ويُجازى بمثل ما فعل من أولاده في المستقبل.
    • لا ينطق بالشهادتين عند اقتراب الأجل.
    • يكون دعاء والديه عليه مستجاباً.
  2. عقوبة العقوق في الآخرة
    • عاقب العاق منذ لحظة مماته، حيث يُعاقبه الله تعالى بصعوبة النزع وشدة سكرات الموت.
    • إذا مات أبويه غاضبان منه يُعاقب بدخول النار، فالعقوق من الذنوب الموجبة للعقاب.
    • لا ينظر الله له يوم القيامة؛ لقول أشرف الخلق والمرسلين: “ثلاثة لا ينظر الله لهم يوم القيامة ولا يزكّيهم: العاقّ لوالديه، والمرأة المترجلة، والديّوث”.
    • لا تُقبل أعماله.
    • يؤخّر الله سبحانه وتعالى دخوله للجنّة لآخر الناس.
    • يعذّبه الله عذاباً شديداً في قبره.