حقوق النبي صلى الله عليه وسلم

  مصنف: شريعة 988 0

أن الله تعالى أوجب علينا حقوقًا، ومن أهم هذه الحقوق بعد حق الله تعالى حقوق النبي ﷺ علينا وعلى جميع الامة. وقد عظم الله تعالى قدر نبينا صلى الله عليه وسلم، و خصه بفضائل و محاسن و مناقب ،و أثنى عليه من أخلاقه و آدابه، و حض العباد على التزامه،  وكانت حقوق النبي ﷺ هو أعظم حقوق المخلوقين ، فلا حق لمخلوق أعظم من حق رسول الله ﷺ قال الله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) (الفتح:8-9) الآية.

حقوق النبي ﷺ على امته

للنبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم حقوق على أمته وهي كثيرة منها:

  1. الإيمان الصادق به
    صلّى الله عليه وسلّم، وتصديقه فيما أتى به:  من حقوق النبي  ﷺ علينا أن نؤمن به، ونشهد أنه رسول الله حقاً وتصديقه في جميع ما جاء به ، قال الله تعالى: {فَآَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (التغابن:8)، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ} (الحديد:28)، وقال تعالى:{فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }[سورة الأعراف]. وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيُؤْمِنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ بِهِ] رواه مسلم.
  2. طاعته وعدم معصيته
       طاعة النبي ﷺ واجبة بكتاب الله عز وجل،  قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21)، وقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الحشر:7)، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 33]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ [الأنفال: 20]، وقال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور:63). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله) رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: (كل الناس يدخل الجنة إلا من أبَىَ، قالوا: يا رسول الله! ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبَى) رواه البخاري.
  3. الأدب معه أي إحترامه وتوقيره
      من حقوق النبي ﷺ علينا  توقيره وتعظيم شأنه احتراماً واكبارا لكل ما يتعلق به من اسمه وحديثه وسنته وشريعته وآل بيته وصحابته وكل ما اتصل به .كما قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ… }[سورة الفتح]. قَالَ ابْنُ سعْدِي: “أَيْ تُعَزِّرُوا الرَّسُولَ وَتُوَقِّرُوه، أيْ تُعَظِّمُوه، وَتُجِلُّوه، وَتَقومُوا بِحُقُوقِه، كَما كَانتْ لَه المنَّةُ الْعَظِيمةُ فِي رِقَابِكُمْ”.فمن توقيره عليه الصلاة والسلام عدم التقدم بين يديه مصداقاً لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1] أي لا تقولوا قبل قوله وإذا قال فاستمعوا له وأنصتوا. وقال جل شأنه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2]. فهذا نهي من الله عز وجل بعدم رفع الصوت عند مخاطبة النبي – ﷺ – ولا يجهر المخاطب له بالقول بل يخفض الصوت ويخاطبه بالأدب.
  4. عدم ذكر اسمه مجرداً
    من حقوق النبي ﷺ علينا أن نذكره بوصف النبوة والرسالة، فلا يقال: محمد، ولكن: نبي الله، أو الرسول، ونحو ذلك . وهذه خصوصية للنبي ﷺ دون إخوانه من الأنبياء، فلم يخاطبه الله تعالى ـ قَط ـ باسمه مجرداً، وحين قال الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} (الأحزاب:40)، قال بعدها: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:40). وقال تعالى: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً} (النور:63)، قال ابن كثير: “قال الضحاك عن ابن عباس: كانوا يقولون: يا محمد، يا أبا القاسم، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك، إعظاماً لنبيه صلى الله وسلم عليه، فقالوا: يا رسول الله، يا نبي الله”. وقال قتادة: “أمر الله أن يُهاب نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يُبَجَّل، وأن يعظَّم، وأن يُسَوّد”.
  5. الصلاة عليه
    من حقوق النبي  ﷺ – الصلاة عليه – ﷺ – قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾، وقال – ﷺ -: “من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا”، وقال – ﷺ -: “لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم”، وقال – ﷺ -: “البخيل من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ”، وقال – ﷺ -: “ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلّوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم”، وقال – ﷺ -: “إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام”، وقال جبريل عليه السلام للنبي – ﷺ -: “رَغِمَ أنف عبد – أو بَعُد – ذُكِرتَ عنده فلم يُصَلِّ عليك” فقال – ﷺ -: “آمين”، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – ﷺ -: “ما من أحد يسلّم عليَّ إلا ردّ الله عليَّ روحي حتى أردّ عليه السلام”.
  6. إنزاله مكانته صلّى الله عليه وسلّم بلا غلو ولا تقصير
    لا شك أن نبينا ﷺ أفضل الأنبياء والمرسلين، وهو سيد الأولين والآخرين، وصاحب المقام المحمود، والحوض المورود، ومع علو منزلته وحبنا له فمن حقه علينا صلوات الله وسلامه عليه ألا نغالي فيه، ولا نرفعه فوق منزلة النبوة التي رفعه الله لها، فهو عبد لله ورسوله وهو بشر لا يعلم الغيب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً، قال الله تعالى: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلَا أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} (الأنعام:50)، وقال تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (الأعراف:188). وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الهَ عليه وسلم قال: (لا تُطْروني (تبالغوا في مدحي) كما أطْرَتِ النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبدُه، فقولوا: عبد الله ورسوله) رواه البخاري.
  7. نَشْرُ دَعْوَتِهِ – صلى الله عليه وسلم
     قَالَ النبيُّ – ﷺ -: ((بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيةً))، رواه البخاريُّ.
  8. وجوب التحاكم إليه، والرضي بحكمه صلّى الله عليه وسلّم
     قال الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }[سورة النساء]. { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[سورة النساء]. ويكون التحاكم إلى سنته وشريعته بعده صلّى الله عليه وسلّم.
  9. من حقوق النبي ولاية اتباعه والبراءة من أعدائه
    إن من أعظم حقوق النبي – ﷺ – علينا أن نوالي أولياءه، ونعادي أعداءه، فمن والاه فهو ولينا، ومن عاداه فهو عدونا ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 55، 56] وموالاة المؤمنين قد أبدى فيها القرآن وأعاد، وأكد وجوبها في آيات كثيرات ﴿ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [الأنفال: 72] ‏ ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ ﴾ [الأنفال: 75] ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [التوبة: 71 ] ‏وإذا كان ذلك حق المؤمن على أخيه المؤمن أن يواليه فكيف بحق أفضل المؤمنين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، عليه الصلاة والسلام.
  10. رعاية حرمة مسجده وقبره ومدينته صلّى الله عليه وسلّم
     قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ } ( الحجرات : 2 ).وقال ﷺ : ( اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد) ( رواه أحمد)وقال ﷺ ( …. و إني حرمت المدينة ) متفق عليه.
يوسف يعقوب

كاتب ومترجم وخبير برمجة لاكثر من 20 سنة. مهتم بالغذاء والصحة وعلاج الامراض بالاعشاب والطرق الطبيعية.

أقرأ مقالاتي الأخرى