ام كلثوم نبذة عن حياتها الفنية ولماذا لقبت بكوكب الشرق

  مصنف: تسلية وثقافة 941 0

ام كلثوم ” كوكب الشرق” هي صوت مصري أصيل ، لمعت في سماء الفن وذاع صيتها في أرجاء العالم حتى اصبحت سيدة الغناء العربي،  فصوتها لم ولن يتكرر في تاريخ الغناء، فقد تميزت بصوت قوي اطرب كل من سمعه.
ولدت ام كلثوم في نهاية القرن التاسع عشر، إسمها الحقيقي هو فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، من مواليد محافظة الدقهلية قرية طمي الزهايرة التابعة لمركز السنبلاوين حالياً، كان والدها يعمل مؤذن بمسجد القرية، اما هي فكانت تنشد التواشيخ الدينية مع أخيها خالد، بدأت بالإنشاد امام الناس في سن العاشرة.

مشوارها الفني:

في البداية كان إنشاد أم كلثوم مجرد مصدر رزق لأسرتها، لكن سرعان ما لمع نجمها وذاعت شهرتها بين الناس. كانت اول خطوة حقيقية تأخذها في مشوارها الفني هي ذهابها مع أبيها إلى القاهرة عام 1916 لإحياء ليلة الإسراء والمعراج في قصر عز الدين يكن باشا، لم يكن الأب مقتنعاً في البداية لكنه وافق بد إلحاج من الشيخ زكريا احمد والشيخ ابو العلا محمد بعد ان تعرف عليهما في حفل ليالي رمضان بمركز السنبلاوين الذي أحيته ام كلثوم، أعجبت بها سيدة القصر بشدة حتى انها منحتها خاتماً ذهبياً وثلاث جنيهات إعجاباً بصوتها الجميل.

بعد ذلك قررت ام كلثوم العودة إلى القاهرة في عام 1921 لإحياء الحفلات حتى إستقرت تمام بها في عام 1923، غنت حينها في كثير من الحفلات التي حضرها كبار القوم واشهر المطربين والمطربات في عصرها كالسيدة منيرة المهدية أو سلطانة الطرب كما لقبت.

اعتبر عام 1924 من أهم الأعوام في سيرتها الفنية، حيث تعرفت على العديد من الملحنين والشعراء في ذلك الوقت، مثل الشاعر الكبير أحمد رامي وكان للشيخ  ابو العلا الفضل في تعرفها إليه، كما تعرفت أيضاً على محمد القصبجي وكان من الملحنين المجددين.

في نفس العام شنت روز اليوسف هجوما شديداً على ام كلثوم والملحنين المتعاملين معها ووصفتهم بالعامة غير المحترفين، مما دفع أم كلثوم للبدء في إعداد فرقتها الخاصة بمساعدة القصبجي الذي قدم لها الدعم الفني والمعنوي.

إهتمام المطربين في ذلك الوقت لم يكن منصباً على الكلمات المغناة بقدر الإهتمام بأسلوب وطريقةالغناء، فكانت عبارة عن مبارزة صوتية بظهر كل منهم قدراته ومدى تفوقه على  الآخرين في أداء نفس الكلمات، لذلك في عام 1926 أدت ام كلثوم قصيدة ” اراك عصي الدمع” مرتين بلحنين مختلفين مرة بألحان رياض السنباطي ومرة بألحان عبده الحامولي.

تعد أغنية ” إنت كنت اسامح وانسى الآسية” التي أدتها عام 1928 أكبرنقطة تحول في تاريخها والبداية الحقيقية لسطوع نجمها حيث حققت الأسطوانة أعلى المبيعات في ذلك الوقت. وفي نفس العام قامت ام كلثوم بنفسها بتلحين ” على عيني الهجر” دون مساعدة من احد. تعاملت ام كلثوم مع الملحن رياض السنباطي لأكثر من 40 عاماً.

تاثير ثورة يوليو على مشوار ام كلثوم الفني:

اثناء ثورة 23 يوليو حدثت الكثير من المفاجئاتت التي قررت ام كلثوم على إثرها الإعتزال، فقد تم منع إذاعة كل أغانيها في الإذاعة المصرية كما تم شطبها من نقابة الموسيقيين وعزلها من منصب نقيبة الموسيقيين الذي كانت تشغله آنذاك.

هذا القرار أتى بشكل فردي من الضابط الذي وكل إليه امر الإذاعة وذلك بإعتبار ام كلثوم مطربة النظام الملكي لحصولها على قلادة صاحبة العصمة وغنائها للملك فاروق أكثر من مرة، رغم انها ساندت الجيش المصري وآزرته بأغنية ” غلبت أصالح في روحي” اثناء حصارة في الفالوجا.

قام مصطفى أمين بإبلاغ ما حدث لجمال عبد الناصر الذي قام بإلغاء هذا القرار فوراً وإعادة ام كلثوم لمنصبها، حدث نزاع بعدها على لقب نقيب الموسيقيين، فتم تعيين محمد عبد الوهاب لهذا المنصب، نتيجة لذلك أعلنت ام كلثوم إعتزالها. فلم يرضى مجلس قيادة الثورة عن قرار إعتزالها فذهب إليها وفد مكون من جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وصلاح سالم لإقناعها بالتراجع عن هذا القرار، أثر فيها هذا الموقف كثيراً فتراجعت عن قرارها كما حملت أغانيها فيما بعد إعجاباً شديداً بمواقف عبد الناصر وبقية الشعب المصري، حتى أنها غنت له ترجوه ان يتراجع عن إستقالته من منصب رئيس الجمهورية بعد نكسة 1967 كما غنت له بعد وفاته.

ترأست بعد ذلك اللجنة التي عنيت بإختيار السلام الوطني الجديد، كما تم إنتخابها كعضو شرفي في جمعية مارك توين العالمية عام 1953 وهو نفس العام الذي تتوفي فيه اخوها خالد.

مرضها:

عانت ام كلثوم من مرض الغدة الدرقية فإضطرت لتخفيف جدول أعمالها عام 1954، كما توقف مشوارها في مجال السينما نتيجة لجحوظ عينيها وإضطرارها لتغطيتها بنظارة سوداء طول الوقت.

زواجها:

استمر زواج ام كلثوم قرابة عشرون عاماً، فقد تزوجت من احد اطبائها ويدعى حسن السيد الحفنااوي عام 1954.

فترة الستينيات:

تعد فترة الستينات من ازهى سنوات  مشوار ام كلثوم الفني غنت فيها العديد من الأغاني المشهورة في تاريخها كما ذهبت في العديد من الجولات الغنائية حول العالم، فقد غنت على مسرح الأولمبياد في فرنسا، كما غنت في روسيا ايضا.

حصلت على العديد من الأوسمة آنذاك كوسام النهضة من ملك الأردن ووسام الإستحقاق من الدرجة الأولى من رئيس تونس، أيضا حصلت على وسام الأرز من رئيس الوزراء اللبناني.

وفاتها:

ظلت ام كلثوم محافظة على مجدها ومكانتها في قلوب الجميع حتى آخر ايامها، لم تستسلم يوما للمرض، فيذكر انها كانت تعد لأغنية جديدة مطلعها ” اوقاتي بتحلى معاك” حين اشتد عليها المرض واصيبت بإلتهاب الكلىن سافرت بعدها إلى لندن للعلاج، لكن قبل سفرها طلبت من رياض السنباطي تلحين أغنية بناسبة نصر اكتوبر حتى تغنيها بعد عودتها، لكن المرض اشتد عليها اكثر حتى إنتقلت إلى ربها في 3 فبراير 1975 بمدينة القاهرة بعد مسيرة حافلة بالأعمال التي مازلت تطربنا حتى اليوم.

تم تشيع جثمانها إلى مثواها الأخير في مشهد مهيب بحضور اكثر من 4 ملايين شخص وبذلك اعتبرت جنازتها من اعظم 8 جنازات على مستوى العالم.

نعتها العديد من صحف العالم ووصفتها بأرق الصفات، فقد كانت الصوت الأخير الذي يجمع العرب ويتفقون عليه، وصفت بأنها هرم مصر الرابع وكوكب الشرق  وسيدة الغناء العربي، لم يقتصر معجبيها على العالم العربي فقط ، بل انتشروا في انحاء العالم اجمع، حتى من لم يتحدثوا العربية فقد حظيت بصوت يلامس القلوب مباشرة دون الحاجة إلى لغة أو ترجمة.