المحتويات
الجلطة القلبية أو النوبة القلبية، أو احتشاء عضلة القلب (MI)، تُعرّف على انها ضرر دائم يصيب عضلة القلب، أو موت خلايا عضلة القلب. كلمة “احتشاء” تعني موت الأنسجة بسبب انعدام امدادات الدم اليها. تحدث الجلطة القلبية عادة عند تكوّن خثرة أو جلطة دموية تمنع تدفق الدم من خلال الشريان التاجي أحد الأوعية الدموية التي تغذي جزء من عضلة القلب بالدم. إن توقف تدفق الدم إلى القلب يمكن ان يُتلف أو يُدمر ذلك الجزء من عضلة القلب. يمكن ان تكون الجلطة القلبية قاتلة. ذلك لأن الناس في الكثير من الأحيان يقومون بالخلط بين اعراض الجلطة القلبية مع اعراض امراض اخرى بسيطة، مثل عسر الهضم، و يتأخرون عن الذهاب إلى المستشفى. انهم يحاولون تجاهل الموقف و المُضي قدما رغم شعورهم باعراض الجلطة القلبية و بالتالي لا يتلقون العلاج إلا بعد فوات الأوان. لقد تحسنت طرق علاج الجلطة القلبية بشكل كبير على مر السنين.
أسباب حدوث الجلطة القلبية
تحتاج عضلة القلب إلى إمدادات مستمرة و ثابتة من الدم الغني بالأكسجين لامدادها بالطاقة الضرورية لمواصلة عملها. تقوم الشرايين التاجية في القلب بتوفير هذه الامدادات المهمة من الدم لعضلة القلب. إذا كنت تعاني من مرض قصور الشريان التاجي، فإن تلك الشرايين تصبح ضيقة و لا يتمكن الدم من التدفق بشكل جيد كما يجب خلالها. تتراكم المواد الدهنية و الكالسيوم و البروتينات و خلايا الالتهاب داخل الشرايين لتشيكل لويحات من مختلف الأحجام. و تكون هذه اللويحات صلبة من الخارج و طرية و ناعمة من الداخل.
عندما تصبح اللويحات صلبة جدا من الخارج، تبدأ الشقوق بالتكوّن على غلافها الخارجي (تتمزق اللويحات)، و يؤدي ذلك إلى تجمُّع الصفيحات الدموية (و هي جزيئات على شكل اقراص موجودة في تيار الدم و تساعد في تخثر الدم) في المنطقة، و تبدأ حينها الخثرات الدموية بالتكوّن حول اللويحة المُتمزقة. إذا كانت الخثرة الدموية تسُد الشريان بالكامل، فإن عضلة القلب تصبح متعطشة للأوكسجين. و في غضون فترة زمنية قصيرة، يؤدي ذلك إلى موت خلايا عضلة القلب، مما يسبب حدوث ضرر أو تلف دائم في عضلة القلب. و هذه هي الجلطة القلبية.
أعراض الجلطة القلبية
- ألم صدري شديد في منتصف الصدر يكون على شكل ضغط أو عصر ينتقل إلى الذراع الأيسر أو الذراعين أو الفك السفلي و الرقبة.
- زيادة واستمرار الألم في الصدر ويستمر في أعلي البطن وينتشره لمناطق أبعد من منطقة الصدر، مثل الذراع، الكتف، الظهر.
- يكون المصاب بحالة التعرق و ضيق النفس و الغثيان و الإعياء و عدم الإرتياح.
- يبدأ الألم فجأةً و يدوم ثابتاً لعدة ساعات ولا يزول حتى يُعطى المريض مُخدر مثل المورفين.
- أرتفاع بسيط في درجة الحرارة للمصاب بحالات معينة.
- القلق و التوتر ان المريض قد يشعر باقترابه من الموت أو انه قد يشعر بنوبة من الفزع دون وجود سبب واضح.
- الدوخة و انعدام التفكير، بالاضافة إلى الشعور بالضغط في الصدر فإن المريض قد يشعر بدوخة أو الشعور باقتراب الرحيل.
- ضربات قلب سريعة و غير منتظمة.
بعض الناس قد لا يشعرون بأي من اعراض الجلطة القلبية عند اصابتهم بالجلطة القلبية (احتشاء عضلة القلب “الصامت”). و يمكن حدوث احتشاء عضلة القلب الصامت لأي شخص، على الرغم من أنه أكثر شيوعا بين مرضى السكري.
الوقاية من الجلطة القلبية
- التوقف عن التدخين إذا كنت من المدخنين.
- الوصول إلى الوزن المثالي و ذلك باتباع الحمية الغذائية وممارسة التمارين البدنية بمعدل لا يقل عن ثلاث ساعات في الأسبوع ( الجري أو الهرولة أو غيرها ).
- الحرص على الوجبات الصحية بالإقلال من الوجبات الدسمة والسكريات.
- معالجة ارتفاع ضغط الدم بالحمية والتمارين إضافة إلى العقاقير التي ينبغي المواظبة عليها والانتظام في زيارة الطبيب للتحقق من رجوع الضغط إلى معدله الطبيعي.
- معالجة ارتفاع الكوليسترول و ذلك باتباع الحمية الغذائية بأكل الأطعمة منزوعة الدسم والتمارين البدنية وتناول العقاقير التي تؤدي إلى خفض الكوليسترول.
- العناية التامة بداء السكري والحرص على اتباع جميع الإرشادات الطبية التي تؤدي إلى خفض معدل السكر في الدم مثل الحمية والتمارين والعقاقير الخافضة للسكر أو الإبر و ذلك طبقا لحاجة المريض لكل نوع من أنواع العلاجات. والانتظام في داء السكر يعني أن يكون معدل الهيموجلوبين السكري لا يزيد عن 7،5 %.
العلاج في الاصابة بالجلطة القلبية
فالعلاج لا بد يكون في وحدات عناية القلب بالمستشفيات تحت إشراف أطباء القلب ويتكون من:
- مسكن قوي مثل المورفين.
- أسبرين كمضاد لتجمع الصفائح الدموية.
- نيتروجلسرين.
- مذيب للجلطة.
- مثبطات بينا.
- مضادات الانزيم المحول للأنجيوتنسين.
- مضادات التخثر مثل الهيبارين.
- البقاء تحت الملاحظة بالمستشفى لمدة من 3 إلى 5 أيام.