الجلطة القلبية – أسباب حدوثها ، أعراضها وطرق الوقاية منها

  مصنف: صحة 978 0

الجلطة القلبية أو النوبة القلبية، أو احتشاء عضلة القلب (MI)، تُعرّف على انها ضرر دائم يصيب عضلة القلب، أو موت خلايا عضلة القلب. كلمة “احتشاء” تعني موت الأنسجة بسبب انعدام امدادات الدم اليها. تحدث الجلطة القلبية عادة عند تكوّن خثرة أو جلطة دموية تمنع تدفق الدم من خلال الشريان التاجي أحد الأوعية الدموية التي تغذي جزء من عضلة القلب بالدم. إن توقف تدفق الدم إلى القلب يمكن ان يُتلف أو يُدمر ذلك الجزء من عضلة القلب. يمكن ان تكون الجلطة القلبية قاتلة. ذلك لأن الناس في الكثير من الأحيان يقومون بالخلط بين اعراض الجلطة القلبية مع اعراض امراض اخرى بسيطة، مثل عسر الهضم، و يتأخرون عن الذهاب إلى المستشفى. انهم يحاولون تجاهل الموقف و المُضي قدما رغم شعورهم باعراض الجلطة القلبية و بالتالي لا يتلقون العلاج إلا بعد فوات الأوان. لقد تحسنت طرق علاج الجلطة القلبية بشكل كبير على مر السنين.

أسباب حدوث الجلطة القلبية

 
الجلطات القلبية تحدث بسبب إصابة عضلات القلب بنقص إمداد الدم ويحدث ذلك بسبب انسداد الطريق أمام مرور الدم إلى المناطق المختلفة بالقلب نتيجة وجود كتل دموية في الشرايين وتؤدي إعاقة تدفق الدم إلى القلب إلي تدمير جزء من عضلة القلب، وقد يكون جزء خطير في القلبوقد بينت دراسة أن حصول نوبة الجلطة القلبية في الفترة ما بين السادسة صباحاً والثانية عشرة ظهراً، يعتقد العلماء أنهم وجدوا سبب كثرة حدوث النوبات القلبية صباحاً، يعود ذلك إلى الساعة البيولوجية، وفقاً للفريق البحثي في جامعة أوريغون للعلوم والصحة ومستشفى بريجهام للنساء في بوسطن.لأن البروتين الموجود في الدم الذي يبطئ من عملية تكسير الجلطات يصل إلى ذروته في الساعة الـ 6:30 صباحاً، بحسب صحيفة “دايلي ميل”.في نوبة الجلطة القلبية يحصل انسداد تام في تدفق الدم إلى عضلة القلب عبر أحد الشرايين التاجية القلبية تلك. وبالتالي فإن الشلل التام يصيب أحد أجزاء عضلة القلب. وإذا ما استمر توقف تزويد ذلك الجانب من عضلة القلب بالدم، يتلف ذلك الجزء العضلي بشكل دائم، أي يُصبح جزءاً مكوناً من أنسجة ميتة لا تتحرك لتنقبض مع بقية أجزاء عضلة القلب لضخ الدم للجسم. وهو ما يسمى “احتشاء عضلة القلب”.
تحتاج عضلة القلب إلى إمدادات مستمرة و ثابتة من الدم الغني بالأكسجين لامدادها بالطاقة الضرورية لمواصلة عملها. تقوم الشرايين التاجية في القلب بتوفير هذه الامدادات المهمة من الدم لعضلة القلب. إذا كنت تعاني من مرض قصور الشريان التاجي، فإن تلك الشرايين تصبح ضيقة و لا يتمكن الدم من التدفق بشكل جيد كما يجب خلالها. تتراكم المواد الدهنية و الكالسيوم و البروتينات و خلايا الالتهاب داخل الشرايين لتشيكل لويحات من مختلف الأحجام. و تكون هذه اللويحات صلبة من الخارج و طرية و ناعمة من الداخل.
عندما تصبح اللويحات صلبة جدا من الخارج، تبدأ الشقوق بالتكوّن على غلافها الخارجي (تتمزق اللويحات)، و يؤدي ذلك إلى تجمُّع الصفيحات الدموية (و هي جزيئات على شكل اقراص موجودة في تيار الدم و تساعد في تخثر الدم) في المنطقة، و تبدأ حينها الخثرات الدموية بالتكوّن حول اللويحة المُتمزقة. إذا كانت الخثرة الدموية تسُد الشريان بالكامل، فإن عضلة القلب تصبح متعطشة للأوكسجين. و في غضون فترة زمنية قصيرة، يؤدي ذلك إلى موت خلايا عضلة القلب، مما يسبب حدوث ضرر أو تلف دائم في عضلة القلب. و هذه هي الجلطة القلبية.
 

أعراض الجلطة القلبية

 
تحدث الأزمة القلبية عادة بشكل مفاجئ، في أي وقت أثناء العمل، اللعب أو الراحة وحتى أثناء الاستراحة لذلك فإنه من المهم جدا التعرف على اعراض الجلطة القلبية على الفور و طلب المساعدة الطبية الطارئة إذا كنت تعتقد أنك قد تكون تمر بالجلطة القلبية.
  1. ألم صدري شديد في منتصف الصدر يكون على شكل ضغط أو عصر ينتقل إلى الذراع الأيسر أو الذراعين أو الفك السفلي و الرقبة.
  2. زيادة واستمرار الألم في الصدر ويستمر في أعلي البطن وينتشره لمناطق أبعد من منطقة الصدر، مثل الذراع، الكتف، الظهر.
  3. يكون المصاب بحالة التعرق و ضيق النفس و الغثيان و الإعياء و عدم الإرتياح.
  4. يبدأ الألم فجأةً و يدوم ثابتاً لعدة ساعات ولا يزول حتى يُعطى المريض مُخدر مثل المورفين.
  5. أرتفاع بسيط في درجة الحرارة للمصاب بحالات معينة.
  6. القلق و التوتر ان المريض قد يشعر باقترابه من الموت أو انه قد يشعر بنوبة من الفزع دون وجود سبب واضح.
  7. الدوخة و انعدام التفكير، بالاضافة إلى الشعور بالضغط في الصدر فإن المريض قد يشعر بدوخة أو الشعور باقتراب الرحيل.
  8. ضربات قلب سريعة و غير منتظمة.
عند حدوث اعراض الجلطة القلبية لا ينبغي الصبر عليها لأكثر من خمس دقائق. يجب القيام على الفور بطلب الاسعاف أو خدمات الطوارئ الطبية للحصول على المساعدة و علاج الجلطة القلبية مباشرة، إذا تعذر الحصول على الاسعاف أو الخدمات الطبية في حالات الطوارئ، يمكنك الاستعانة بشخص ما لايصالك إلى أقرب مستشفى. قم بقيادة سيارتك بنفسك إلى المستشفى فقط كملاذ أخير و في حال نفاذ كافة الخيارات اعلاه.
بعض الناس قد لا يشعرون بأي من اعراض الجلطة القلبية عند اصابتهم بالجلطة القلبية (احتشاء عضلة القلب “الصامت”). و يمكن حدوث احتشاء عضلة القلب الصامت لأي شخص، على الرغم من أنه أكثر شيوعا بين مرضى السكري.
 

الوقاية من الجلطة القلبية

 
  1. التوقف عن التدخين إذا كنت من المدخنين.
  2. الوصول إلى الوزن المثالي و ذلك باتباع الحمية الغذائية وممارسة التمارين البدنية بمعدل لا يقل عن ثلاث ساعات في الأسبوع ( الجري أو الهرولة أو غيرها ).
  3. الحرص على الوجبات الصحية بالإقلال من الوجبات الدسمة والسكريات.
  4. معالجة ارتفاع ضغط الدم بالحمية والتمارين إضافة إلى العقاقير التي ينبغي المواظبة عليها والانتظام في زيارة الطبيب للتحقق من رجوع الضغط إلى معدله الطبيعي.
  5. معالجة ارتفاع الكوليسترول و ذلك باتباع الحمية الغذائية بأكل الأطعمة منزوعة الدسم والتمارين البدنية وتناول العقاقير التي تؤدي إلى خفض الكوليسترول.
  6. العناية التامة بداء السكري والحرص على اتباع جميع الإرشادات الطبية التي تؤدي إلى خفض معدل السكر في الدم مثل الحمية والتمارين والعقاقير الخافضة للسكر أو الإبر و ذلك طبقا لحاجة المريض لكل نوع من أنواع العلاجات. والانتظام في داء السكر يعني أن يكون معدل الهيموجلوبين السكري لا يزيد عن 7،5 %.

العلاج في الاصابة بالجلطة القلبية

فالعلاج لا بد يكون في وحدات عناية القلب بالمستشفيات تحت إشراف أطباء القلب ويتكون من:

  1. مسكن قوي مثل المورفين.
  2. أسبرين كمضاد لتجمع الصفائح الدموية.
  3. نيتروجلسرين.
  4. مذيب للجلطة.
  5. مثبطات بينا.
  6. مضادات الانزيم المحول للأنجيوتنسين.
  7. مضادات التخثر مثل الهيبارين.
  8. البقاء تحت الملاحظة بالمستشفى لمدة من 3 إلى 5 أيام.