الألعاب الأولمبية – 4 رياضات انقرضت و لم نعد نمارسها

  مصنف: تسلية وثقافة 1023 0

تبدأ الألعاب الأولمبية هذه السنة ولكن من المثير ان نعلم ان بعض الالعاب قد انقرضت وألغيت عبر العصور لأسباب عدة مثل بعض العادات كخلع الثياب للمشاركين.  في أوائل الدورات كان على المشاركين نزع ثيابهم اثناء ممارسة الألعاب الأولمبية.  لنتعرف على بعض هذه الالعاب التي ألغيت عبر العصور. 

الكثير من العادات والصفات التي اشتهرت بها الألعاب الأولمبية مازالت قائمة حتى اليوم مثل تشجيع الجمهور المكون من الاف المتفرجين ، و ألعاب مثل العدو السريع والمصارعة و رمي القرص و رمي الرمح.   وكما كان في الماضي ، يتدرب المشاركين في الألعاب الأولمبية للعدة سنوات مع مدربين متخصصين و ابطال سابقين كسبوا الكثير من المال و السمعة الحسنة.

ولكن هنالك اشياء اخرى قد تبدو غريبة جداً للجمهور المعاصر.  فمثلاً من الصعب التخيل اقامة تضحية للآلهة بذبح 100 ثور أو جلد المشاركين الذين يغشون في السباق أو حتى السباق بالعتاد الكمال للمحاربين القدامى.  كان المتسابقين يتنافسون بشرف و يتفحصون احشاء الحيوانات التي ضحوا بها للتنبؤ بنتائج السباق ولم يكن هناك أي جوائز للذين يحلون في المرتبة الثانية والثالثة.

مع أن هناك استمرارية بين الألعاب الأولمبية القديمة حتى أيامنا هذه فقد اندثر تأثير الدين والحرب على الألعاب الاصلية لتتناسب مع جمهور هذه الايام. فأول ألعاب الأولمبية سجلت عام 776 قبل الميلاد في موقع أولمبيا في اليونان وكانت في الاصل تقام الالعاب لتكريم الابطال والمقاتلين الذين يموتون.  واستمر تقليد اقامت الألعاب كل اربع سنوات لحوالي 1200 سنة حتى اوقفها الامبراطور ثيودس الذي رأى فيها عبادة وثنية للإلاه زيوس.

  1. سباق العدو بالعتاد الحربي
    وكانت الألعاب مستوحاة من أساليب القتال في العصور القديمة. مثل مجموعة من الجنود يركضون بعتادهم الحربي الكامل كان طريقة فعالة لاخافة العدو، كما صورها بعض المؤرخين في معركة مراثون عندما فاجأ الأغريق جيش الفرس الغازي.  وفي اوائل دورات الألعاب الأولمبية كان سباق العدو للرياضين يتضمن ارتداء الدروع والخوذات التي تزن حتى 30 رطلاً والجري لمسافة 192 متراً.
  2. رمي الرمح من على ظهر الجياد
    لعبة رمي الرمح كانت تتضمن اصابت درع مسنود على عامود وكان على المشاركين امتطاء جيادهم اثناء رمي الرمح تماماً كما كان يحدث في المعارك والحروب.
  3. سباق العربات
    كان سباق العربات عبارة عن متسابقين يمتطيان عربة تجرها 4 جياد و كانت خطرة جداً ما جعلها أكثر شعبية.  وكان أصحاب العربات هم  الذين يحصدون نتائج السباق مع انهم يستأجرون سائقين ليواجهوا خطورة السباق.  وكان إصطدام العربات أكثر الحوادث القاتلة  خاصة في المنعطفات الضيقة.
  4. المصارعة و المصارعة الحرة (Pankration)
    وكانت من أهم الرياضات في الألعاب الأولمبية القتالية اذ تضمنت الملاكمة والمصارعة معاً وابرزت المهارات القتالية والقوة للاعبين.  واردى الملاكمين قفازات رقيقة من الجلد و قاتلوا في ساحات مفتوحة مما جعل حصار الخصم في الزاوية مستحيلاً و اطال مدة النزال.  واذا ما طالت مدة القتال طويلاً قد يقبل المنافسين حسمها بضربات مباشرة لا تصد من الخصم مما ادى احياناً إلى الموت المفاجئ.  ولم يكن هناك  تقسيم للاعبين حسب الوزن فعادة كان يفوز الاكثر وزناً.

مع كل القتال الذي دار بين المتبارين فقد كانت الألعاب الأولمبية تفرض هدنة بين المدن الإغريقية.  فحفر على لوح برونزي عهد هذه الهدنة و تضمن ان يعبر الرياضيين اراضي المدن الأخرى دون ان يتعرض لهم احد.  وقضى نظام الألعاب الأولمبية  كما في ايامنا هذه ان لا يغش أي لاعب أو مدرب في المنافسة ولكن في تلك العصور كان على المتنافسين والمدربين وحتى اقرباءهم ان يقسموا امام زيوس على ذلك.  ومع كل ذلك كان بعض المصارعين يدهنون اجسادهم بالزيت لتملصوا من قبضة الخصم.

 

يوسف يعقوب

كاتب ومترجم وخبير برمجة لاكثر من 20 سنة. مهتم بالغذاء والصحة وعلاج الامراض بالاعشاب والطرق الطبيعية.

أقرأ مقالاتي الأخرى