ما هي علامات الموت؟

  مصنف: شريعة 3733 0

علامات الموت شديدةً قويّة على كلّ نفس، وهي أشدّ ما تكون على الكافرين، وربّما تشتدّ على المؤمنين لترفع درجاتهم وتُعلي منزلتهم، وتُكفّر عنهم سيّئاتهم، كما قد تكون خفيفةً على كثير من المُؤمنين. والمُحصِّلة في ذلك أنّ كل نفسٍ سواءً كانت مُسلمةً أو كافرةً ستمرّ بهذه المرحلة؛ وذلك لقوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)،[١] وقال تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)،[٢] وقال النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- في مرض موته: (لا إله الإ الله، إنّ للموت سكرات).
يُعرَّف الموت (بالإنجيزية: Death) بأنه نهاية الحياة، وتوقف جميع وظائف الجسم الحيوية الرئيسية بشكل دائم، كما يُعرَّف بكونه موت الدماغ مع جذعه بشكل كامل، أو توقُّف وظائف الجهاز التنفسي والدورة الدموية بشكل نهائي، وغير قابل للعلاج. كما يتم إقرار حالة الوفاة وفقاً للمعايير الطبية المتوافق عليها.

علامات الموت

يسبق وفاة الإنسان المصاب بمرض مؤدي له، ظهور لأعراض وعلامات عديدة تُشير إلى اقتراب أجله، وفيما يأتي بيان لأبرز هذه العلامات والأعراض:

  • فُقدان الشهية: حيث يسبق حالة الوفاة عادةً ضعف عام في نشاط الإنسان، مما يقلل من شهيته وحاجته للأكل كنتيجة لتناقص حاجته للطاقة.
  • كما قد يتوقف الإنسان في أخر فترة له قبل الموت عن الأكل بشكل كامل، وعندها يجب ترطيب شفاهه بشكل مستمر حتى لا تسبب له ازعاجاً عند جفافها.
  • زيادة ساعات النوم: وذك بسبب نقصان في فعالية عمليات الأيض والطاقة الناتجة عنها لدى جسم الإنسان، وعادةً ما تُلاحظ الزيادة في النوم قُبيل الوفاة بمدة تتراوح بين الشهرين والثلاثة أشهر. ومن الواجب تشجيع المريض على الحركة، والحِرص على كون فراشه مريحاً للنوم.
  • قلة التفاعل الاجتماعي: وذلك بسبب قِلَّة الطاقة في الجسم أيضاً، فيميل الشخص للبقاء في المنزل وعدم الاختلاط مع من حوله. ومن واجب هؤلاء الأشخاص أن يقوموا بترتيب زيارات له لكي لا يبقى وحيداً لفترات طويلة قبل موته.
  • تغيُّر العلامات الحيوية: فقد يُعاني الإنسان المُوشِك على الوفاة من هبوط في ضغط الدم، أو اضطرابات في نبض القلب، وقد تصبح هذه النبضات غير واضحة عند سماعها، كما قد يتغيَّر لون البول ليصبح مائلاً إلى اللون البُني، مما من الممكن أن يكون دلالة على ضَعف الكِلى وبدء توقف عملها.
  • حدوث تغيرات في العادات الإخرجية: فقد ذكرنا سابقاً بأنّ كميات الأكل والسوائل قد تقِل لدى جسم الإنسان المُوشك على الوفاة، بالتالي يؤدي ذلك إلى عدم حاجته إلى الإخراج والتبوُّل كما في السابق، كما قد تتوقف هذه العملية نهائياً إذا ما توقف الشخص عن الأكل والشرب نهائياً.
  • ضَعف العضلات: يرافق اقتراب موت الإنسان في بعض الأحيان المعاناة من ضعف عام في العضلات، مما قد يمنعه من القيام بأبسط الأنشطة، مثل؛ رفع الأشياء الصغيرة أو التقلُّب على الفِراش.
  • هبوط درجة حرارة الجسم: وذلك بسبب ضعف الدورة الدموية، وتركيزها على الأعضاء الداخلية المهمة عوضاً عن الجسم كاملاً، مما يسبب برودة الأطراف، وشحوب لون الجلد، أو ظهور البقع الزرقاء أو الوردية عليه. ومن الجدير بالذكر أنّ المريض قد لا يشعر بهذا البرد، ولذلك يجب الحرص على تدفئة جسمه بالوسائل المناسبة.
  • تشوُّش الذهن: فقد يعاني بعض الأشخاص قبل موتهم من تشوُّش في الذهن وضعف في ترابط الأفكار لديهم، كما قد يفقدون التركيز والوعي عمَّا يحصل حولهم.
  • اضطراب التنفس: فقد يعاني المريض من تغيرات مفاجئة في معدل التنفس؛ بحيث يصبح معدل التنفس سريعاً أو يتخلله بعض التوقُّفات.فقدان الشهية عن الطعام : أسبابها وأعراضها وطرق التخلص منها
  • زيادة الألم: إذ يمكن أن يزداد الألم والأصوات المصاحبة له عند اقتراب الإنسان من الموت، ويجب استشارة الطبيب حول الحاجة لإعطائه أدوية أو مُسكنِّات للألم.
  • الهلوسة: فقد يعاني الإنسان من الهلوسة والتخيلات المُحرَّفَة قبيل موته، ومن الأفضل ألا يُصحِّح المحيطون به ما يقول، لما لذلك من أثر سلبي في نفسيته.

ماذا نفعل بعد التأكد من الوفاة؟

  • نغمض عينيه، ونقفل فمه إذا كان مفتوحاً.
  • نليّن مفاصله حتى يسهل نقله من مكان وفاته إلى المغسلة ثم إلى الكفن.
  • وضع ثقل معيّن على منطقة بطنه منعاً لانتفاخه إذا لم يغسل فوراً، علماً أنّ إكرام الميت دفنه والاسراع في تجهيزه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( أسرِعوا بالجَنازةِ فإن تَكُ صالحةً فَخيرٌ تقدِّمونَها إليهِ ، وإن تَكُ سِوى ذلِكَ فشرٌّ تَضعونَهُ عن رقابِكُم) [سنن أبي داوود]
  • قضاء دينه إن وجد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(نفس المؤمن معلقة بدَينه حتى يُقضى عنه) [سنن الترمذي].

علامات الموت عند الفقهاء

استدل الفقهاء على الموت ببعض الدلائل وبعض الأحاديث النبوية، ومن العلامات التي ذكرها الفقهاء:

شخوص البصر، وهذه العلامة مهمة وتدلّ على خروج الروح من الجسد، عن أمّ سلمة رضي الله عنها، قالت: (دخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أبي سلمةَ وقد شقَّ بصرُه، فأغمضَه، ثم قال: إنَّ الروحَ إذا قُبِض تبِعه البصرُ، فضجَّ ناسٌ من أهلِه. فقال: لا تَدْعوا على أنفسِكم إلا بخيرٍ، فإنَّ الملائكةَ يُؤمِّنون على ما تقولون، ثم قال: اللهمَّ اغفِرْ لأبي سلمةَ وارفَعْ درجتَه في المَهديِّينَ واخلُفْه في عَقِبِه في الغابرين. واغفرْ لنا وله يا ربَّ العالَمينَ. وافسَحْ له في قبرِه. ونَوِّرْ له فيه. وفي روايةٍ: واخلُفْه في تركتِه وقال: اللهمَّ أَوسِعْ له في قبرِه، ولم يقل: افسَحْ له).

  • انقطاع النفس. استرخاء القدمين مع عدم انتصابهما.
  • انفصال الكفين.
  • ميل الأنف انخساف الصدغين.
  • امتداد جلدة الوجه.
  • برودة البدن.
  • فالحكم بالموت يكون بانعدام جميع أمارات الحياة، وما ذُكر من أدلة تُدرك وتُعرف بالمشاهدة والحس، ويعرفها عموم الناس، أما في حالة الشك فقد قال النووي: (فإن شك بأن لا يكون به علة، واحتمل أن يكون به سكتة، أو ظهرت أمارات فزع أو غيره، أخر إلى اليقين بتغير الرائحة أو غيره).