سيرة السيدة زينب بنت خزيمة (ام المساكين) زوجة الرسول

  مصنف: شريعة 1520 1

هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، ولدت قبل البعثة في مكة بثلاث عشرة سنة.  وكانت تدعى في الجاهلية – أم المساكين – واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام. أمُّها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث، التي قيل عنها: “لا تُعْلَم امرأة من العرب كانت أشرف أصهارًا من هند بنت عوف، أُمِّ زينب وميمونة وأخواتهما”. وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث – أم المؤمنين – لأمها ، وكانت زينب -رضي الله عنها- عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف فطلَّقها، فتزوَّجها عبيدة بن الحارث فقُتل عنها يوم بدر شهيدًا، وقيل: كانت زوجة عبد الله بن جحش، فاستشهد في أحد.

وقد كان لها  دَوْرٍ بارز مع نساء المسلمين في موقعة بدر، في خدمة الجرحى وتضميدهم، وتقديم الطعام والماء لهم.

زواجها من الرسول:

أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى ( زينب بنت خزيمة ) يخطبها إلى نفسه ، وما أن يصل الخبر الى المهاجرة الصابرة التي أفجعها فراق زوجها الشهيد عبد الله بن جحش في غزوة أحد ، امتلأت نفسها سعادة ورضا من التكريم النبوي لها ، فهي ستكون إحدى زوجاته -عليه أفضل الصلاة والسلام- فما كان منها إلا أن أرسلت إلى الرسول-صلى الله عليه وسلم:-(أني جعلت أمر نفسي إليك ) وتزوجها الرسول الكريم في شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة، فكانت خامس امهات المؤمنين، ولم تمكث عنده إلا أشهراً وتوفيت -رضي الله عنها.  كانت زينب بنت خزيمة أجود  أزواج النبي ﷺ وأبرهن باليتامى والمساكين، حتى كانت تعرف بأم المساكين.

كانت رضي الله عنها قريرة العين، مطمئنة القلب، بأن أصبحت زوج رسول رب العالمين محمد ﷺ ، فما كانت الغيرة تعرف إلى نفسها سبيلا، وما كانت الغيرة تنهش فؤادها، فهي سعيدة راضية بأن أصبحت أم المؤمنين، وأضحت أم المساكين، وقد غمرت أهل الصفة، أولئك الأبرار الذين انقطعوا للعبادة والمناجاة في المسجد النبوي الطاهر، وعملوا على حراسة الحبيب المصطفى ﷺ ، غمرت هؤلاء ببرها، وعطفها، وخيرها، وكرمها، وإحسانها، حتى لهج جميعهم بالدعاء لها، والثناء عليها رضي الله عنها.

وفاتها

لم يطل مقام زينب بنت خزيمة أم المساكين في البيت النبوي، ولم تكن حياتها طويلة مع أمهات المؤمنين الطاهرات رضي الله عنهن، فقضت مع الرسول بضع شهور ثم توفيت وكان عمرها ثلاثين عاماً.

لقد دخلت زينب بنت خزيمة رضي الله عنها بيت رسول الله ﷺ في هدوء الأبرار وصمت العابدين، وخرجت في صمت الخاشعين، لتدفن في البقيع إلى جوار الأبرار الأخيار الذين سبقوها إلى دار السلام، ولنعم دار المتقين الجنة. لكن الله  قد اكرمها  بكرامة خاصة لم تشاركها فيها اية زوجة من زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم فقد صلى عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم. وحينما توفيت تجددت أحزان النبي صلي الله عليه وسلم وتذكر بموتها موت خديجة – رضي الله عنها- سيدة نساء العالمين. فتوفيت أم المساكين، ولم ترو شيئا عن النبي ﷺ .