سن اليأس أو إنقطاع الدورة الشهرية: أعراضها وعلاجها

  مصنف: صحة 1639 0

سن اليأس أو إنقطاع الدورة الشهرية أو إنقطاع الطمث  هو عملية بيولوجية طبيعية وليست مرضاً، وقد يحدث نتيجة خضوع المرأة لعمل جراحي أو علاج كيميائي أو إشعاعي. فإنقطاع الدورة الشهرية لا يدمر الأنوثة والحياة الجنسية، في الواقع نجد أن العديد من النساء ترى في إنقطاع الطمث فرصة لتحرر من قلق الحمل والدورة الشهرية.

أعراض إنقطاع الدورة الشهرية (سن اليأس)

ان التغيرات الهرمونية الحاصلة هي المسبب للاعراض الجسدية التي تظهر بسبب انقطاع الدورة الشهرية،خلافا للمعتقدات الخاطئة بان التغييرات الحاصلة بسبب انقطاع الدورة الشهرية ناتجة بشكل جزئي عن التغييرات النفسية. هناك الكثير من الأعراض الداله على إنقطاع الطمث:
  1. عدم إنتظام الدورة الشهرية.
  2. إنخفاض الخصوبة.
  3. جفاف المهبل.
  4. الهبات الساخنة والتعرق الليلي.
  5. أرق.
  6. تقلب في المزاج.
  7. زيادة في الوزن بمنطقة البطن.
  8. زيادة تساقط الشعر.
  9. انكماش الثدي.
  10. مشاكل في تذكر الأشياء.
  11. سلس البول.
  12. صداع ودوار.
  13. ألم في المفاصل ومنطقة الظهر السفلي.
  14. تورم الكاحل.
يمكن للمرأة أن تلجأ إلى استخدام منتجات طبيعية، أو إلى اتِّباع ممارسات ذهنية وجسدية للتخفيف من أعراض انقطاع الطمث (مثل الهبَّات الساخنة والتعرُّق الليلي).  وهنا بعض العلاجات البديلة والمكملة  التي تم بحثها سابقا أو يجري بحثها حاليا :
  1. فيتو – استروجين (Feto – Estrogen): هذه هي هرمونات الاستروجين التي تتواجد بشكل طبيعي في بعض الاطعمة. هناك نوعان رئيسيان من الفيتو – استروجين هما ايسوفلافون (Isoflavone) والليجنام (Lignans). والايزوفلافينات (isoflavones) الموجودة في فول الصويا والحمص والبقوليات الاخرى. اما الليجنانس (Lignans) فيتواجد في بذور الكتان، الحبوب، وبعض الفواكه والخضروات. لقد بدا اهتمام  الباحثين بالفيتو – استروجين يزداد، عندما لاحظوا ان النساء في اليابان والصين، اللاتي يتناولن طعاما غنيا بالايزوفلافينات (Isoflavones) يتعرضن بشكل اقل لاعراض انقطاع الطمث ويعانين بشكل اقل من امراض القلب وهشاشة العظام، مقارنة مع نساء الغرب. ليس من الواضح حتى الان  ما اذا كان هرمون الاستروجين المتواجد في الاطعمة يمكن ان يخفف من الهبات الحرارية  واعراض انقطاع الطمث. اغلب الدراسات بينت انها ليست فعالة . الايزوفلافينات (Isoflavones) تؤثر قليلا على الجسم بشكل يماثل تاثير هرمون الاستروجين، لذلك يعم القلق من انها قد تزيد من مخاطر الاصابة بالسرطان. وننصح النساء المصابات بسرطان الثدي استشارة الطبيب قبل استخدام  حبوب الايزوفلافينات كمكمل غذائي. الخبراء يفضلون الاطعمة التي تحتوي على الصويا و الايزوفلافينات كاطعمة صحية وامنة ، شريطة ان يتم استهلاكها باعتدال.
  2. فيتامين هـ (E): احيانا قد يخفف هبات حرارية خفيفة عند بعض النساء. ومع ذلك ، فقد فشلت الدراسات العلمية في اثبات فعاليتها في تخفيف الهبات الحرارية بشكل عام.
  3. نبتة كوهوش السوداء ( Black Cohosh) : يستخدم مكملات الكوهوش الأسود على نطاق واسع في اوروبا لعلاج الهبات الحرارية، وشائع استعمالها في الولايات المتحدة بين النساء اللواتي يعانين من اعراض سن الاياس. استخدامها امن، ولكن لا يوجد دليل مثبت على انه فعال في التخفيف من اعراض سن الاياس.

المعالجاتُ الذهنية والبدنيَّة لأعراض سن اليأس

تشير أعدادٌ متزايدة من الأدلَّة إلى أنَّ الممارسات الذهنية والبدنيَّة، مثل اليوغا والوخز بالإبر، قد تفيد النساء خلال فترة تحوُّلهن إلى سن اليأس، وذلك بالتخفيف من الأعراض التي يعانينها في أثناء ذلك. ولا تزال الأبحاثُ جارية للتحقُّق من صحَّة تلك النتائج الأوَّلية.

  • وجد الباحثون أنَّ اليوغا والبرامج التي تعتمد على التأمُّل قد تكونُ مفيدةً في التقليل من الأعراض الشائعة للتحوُّل إلى سن اليأس، بما في ذلك عدد وتواتر وشدَّة الهبَّات الساخنة، واضطرابات النوم والمزاج، والشدَّات النفسية، والآلام العضلية وآلام المفاصل.
  • وجد الباحثون أنَّ الوخزَ بالإبر قد يكون مفيداً في التقليل من عدد هبَّات الحرارة وشدَّها، كما استنتجوا أيضاً أنَّ الأثر الإيجابي للوخز بالإبر قد يحدث بغضِّ النظر عن مكان الوخز. من جانب آخر، فقد يكون لجوءُ بعض مُعدِّي الأبحاث إلى استخدام إبرٍ قصيرةٍ ورديئةٍ السببَ الذي يقف وراءَ عدم توصُّلهم إلى قرائن تؤكِّد الدورَ الإيجابي للوخز بالإبر في تدبير أعراض انقطاع الطمث.

مضاعفات إنقطاع الدورة الشهرية

بعد إنقطاع الحيض الدائم قد تنشأ عدة مضاعفات طبية مزمنة أهمها:

  1. أمراض الجهاز الدوري: يؤدي الإنخفاض الملحوظ في مستوى هرمون الأستروجين إلى  خطر إصابة المرأة بأمارض الجهاز الدوري (القلب والأوعية الدموية)، فالأمراض القلبية لدى الرجال والنساء هي المسبب الأول للموت. لتجنب الإصابة بأمراض القلب التوقف عن التدخين، والمحافظة على ضغط الدم الشرياني وممارسة الرياضة البدنية، والإكثار من تناول الفواكه والخضروات.
  2. هشاشة العظام: خلال السنوات الاولى التي تلي انقطاع الحيض يحتمل حدوث هبوط في كثافة العظام، الامر الذي يزيد من خطورة الاصابة بهشاشة العظام. مرض هشاشة العظام يؤدي إلى ترقق العظام وارتفاع خطورة حصول كسور فيها. لدى النساء، وفي فترة ما بعد انقطاع الطمث (Post menopause) هنالك خطر الاصابة بكسور في الحوض، الرسغ والعمود الفقري. لذلك من الضروري في هذه الفترة الحفاظ على مستوى الكالسيوم وفيتامين د، بحيث يتراوح بين 1200 و 1500 ملغم كالسيوم، و800 وحدة من فيتامين D في اليوم. ومن المهم أيضاً ممارسة الرياضة بشكل مستمر اذ ان تمارين تقوية الجسم والتي تشمل بذل الجهد، المشي والجري، مفيدة بشكل خاص للحفاظ على عظام قوية.
  3. عدم التحك بالبول: بعد سن اليأس أي انقطاع الحيض يفقد الرحم والإحليل Urethra مرونتهما، مما يؤدي إلى الحاجة الملحة والمفاجئة للتبول وبشكل متكرر. وقد يؤدي ذلك بالتالي إلى عدم المقدرة على السيطرة على البول. وقد يؤدي السعال والضحك أو رفع أشياء ثقيلة إلى سيولة البول لاإرادياً.
  4. السمنة: الكثير من النساء تزداد سمنة في فترة سن الاياس. لذلك يجب التحكم بتناول الطعام واتباع حمية صحية وممارسة الرياضة البدنية.  وهنالك دلائل قوية على أن البدانة بعد سن انقطاع الحيض تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
  5. النقرس: في أغلب الأحيان تصاب النساء بمرض النقرس Gout بعد سن انقطاع الحيض. ومن المعروف أن الرجال يصابون بهذا المرض أكثر من النساء، وفي عمر أقل من النساء (عادة ما بين 35 إلى 45 سنة)، وذلك لأن مستوى حامض اليورك Uric Acid عند الرجال أعلى منه عند النساء في هذه السن.  غير أنه بعد سن انقطاع الحيض تتساوى نسبة هذا الحامض عند الجنسين. يذكر أن النقرس يحدث عندما ترتفع نسبة حامض اليورك في الدم، ما يؤدي إلى تكوين بلورات وتراكمها داخل المفاصل.

علاجات إنقطاع الدورة الشهرية (سن اليأس)

إنقطاع الحيض بحد ذاته ليس بحاجة لعلاج، لأنه عبارة عن عملية بيولوجية طبيعية، غير ان العلاج يتمثل بالتخفيف من الأعراض والعلامات المزعجة للمرأة.

  1. العلاج الهرموني: تناول الاستروجين (Estrogen) ويعتبر العلاج الاكثر فعالية للتخفيف من الهبات الحرارية.
  2. جرعات قليلة من الأدوية المضادة للإكتئاب.
  3. جابانتين (Gabapentin): يستعمل بالاساس كمضاد للتشنجات واثبت فعالية في علاج بعض حالات الهبات الحرارية. كلودين (Clonidine) (كاتابريس – Catapres) وغيرها.
  4. البايفوسفونات (Bisphosphonates): للوقاية من هشاشة العظام.
  5. ادوية معدلة للهرمونات :(Modulators) مثل مستقبلات هرمون الاستروجين (Estrogen) (SERM). مجموعة من العقاقير التي تشمل رالوكسيفين (Raloxifene) (افيستا – Awista).
  6. استروجين مهبلي: لتخفيف جفاف المهبل، يمكن استخدام هرمون الاستروجين محليا على شكل اقراص مهبيلة (Vaginal tablets)، اقراص أو مرهم.
  7. للقضاء على التوهجات الساخنة من الممكن تخفيف الثياب والملابس كذلك استخدام المروحة والمكيف الهوائي.  استخدمي لباس ليلي مصنوع من القطن وغطاء فراش مصنوع أيضاً من القطن لكي يمتص العرق.
  8. تناولي المشروبات الباردة وأكثري من تناول السوائل، إذ أنها تساعد في التخفيف من التوهجات الساخنة، ومن جفاف الجلد والمهبل، والتخلص من الصداع. ويجب الابتعاد عن تناول الأطعمة كثيرة التوابل والاذعة وعدم تناول القهوة والشاي والمشروبات الروحية (الكحول).
  9. كذلك يجب عدم تدخين التبغ، إذ أنه يزيد من حدة التوهجات الساخنة ويعرض المرأة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام والسرطان.
  10. من الممكن تعلم فن الاسترخاء Relaxation قبل الذهاب للنوم، إذ أن ذلك يساعد على التخلص من الأرق والتوهجات الساخنة والاكتئاب والقلق.
  11. يجب تجنب المنبهات قبل النوم مثل: القهوة والشاي.
  12. كذلك من الممكن استخدام المراهم المزلقة للتخفيف من جفاف المهبل، مثل الفازلين ومرهم k-y، اضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية لتقوية عضلات أرضية حوض المرأة للتغلب على ظاهرة عدم التحكم بالبول.
  13. وأخيراً على الزوج والأهل دعم المرأة المقبلة على سن اليأس أو سن انقطاع الحيض وتفهم أسباب تقلبات المزاج والأعراض الجسدية التي تمر بها،وذلك بمنحها الحب والحنان.