الكبائر في الاسلام ، ما هي وكم عددها وما هي السبع الموبقات؟

  مصنف: شريعة 16835 16

الكبائر هي كل ما كبُر من المعاصي وعظم من الذنوب مثل الإشراك بالله تعالى، وترك الصلاة، وترك الزكاة، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والسحر، وعقوق الوالدين، والربا، والزنا، ويمين الغموس. 

وتتفاوت الكبائر في درجاتها من حيث القبح وعظم الجرم. ولكن أقل ما يجب على المسلم معرفته من بعد العبادات الأساسية هي المعاصي وذلك كي يتجنب فعلها دون علم!  يقول الله تعالى

﴿إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا﴾ (النساء:31)

والذنوب وإن كانت في مجموعها خروجا عن أمر الله عز وجل ومخالفة لشرعه ، إلا أن جرمها متفاوت تفاوتاً عظيماً ، فأعظم الذنوب وأقبحها على الإطلاق هو الشرك بالله ، وهو الذنب الذي إذا لقي العبد ربه به لم يغفره له ، وكان من الخالدين في نار جهنم أبداً، قال تعالى:

﴿إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾ (المائدة:72)

تعريف الكبائر من المعاصي

المعاصي سواء أكانت معاص قلبية كالبغضاء والحسد ، أم ظاهرية كالزنا والسرقة وعقوق الوالدين ، قسمها العلماء إلى قسمين :

  • القسم الأول : الكبائر
  • القسم الثاني : الصغائر.

وللكبائرضوابط بغية تمييزها عن الصغائر، فقالوا في تعريف الكبيرة هي :

كل ذنب ترتب عليه حد أو أتُبع بلعنة أو غضب أو نار ، كقوله ﷺ : ( لعن الله الواصلة والمستوصلة ) متفق عليه . إذاً فهي الذنوب الجسمية الخطرة التي توجب لفاعلها غضب الله و لعنته و قد توجب على صاحبها حدا في الدنيا.  ويقال انها ما كبر من الذنوب والمعاصي وقد اختلف العلماء في عددها وهي تختلف عن الصغائر لان الصغائر هي كل ما كان ليس عليه حد في الدنيا والاخرة .

في تعريف آخر: 

ما سمّاهُ اللهُ في القرآن كبيراً فهوَ كبيرة

 ﴿وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً﴾ (سورة النساء الآية: 2)

أكبر الكبائر والموبقات السبع

يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح, الذي رواه الإمام البخاري:  أكبر الكبائر: الإشراك بالله, وقتل النفس, وعقوق الوالدين, وقول الزور

وقال تعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ﴾ (سورة النساء الآية:48)

فإذا أكبر الكبائر على الاطلاق هي الأشراك بالله!

وقال الرسول ﷺ اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

 الكبائر بالترتيب

قالَ سعيد بن جبير: سألَ رجلٌ ابن عباس عن الكبائر: أسبعٌ هُم؟ قالَ: هُنَ إلى السبعمئة أقرب, إلا أنهُ لا كبيرةَ مع الاستغفار ,ولا صغيرة مع الإصرار، فحتى الصغير اذا ما أصر الإنسان على فعلها اصبحت من حكم الكبائر!   

لنتعرف اكثر على الكبائر، اعاننا الله على تركها والامتثال لأوامره عز وجل.

  1. الشرك بالله تعالى.  { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } (المائدة:72)
  2. قتل النفس التي حرم الله الا بالحق.
  3. عقوق الوالدين. روي عن أنس رضي اللّه عنه قال: ((ذكر عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الكبائر، فقال: الشرك بالله، وعقوق الوالدين))
  4. السحر.
  5. الزنى.
  6. ترك الصلاة.
  7. منع الزكاة.
  8. اكل الربا.
  9. اكل مال اليتيم. {‏‏إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً‏}‏‏‏[‏النساء‏:‏ 10‏]‏
  10. قذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
  11. التولي يوم الزحف  (يوم لقاء العدو في المعركة).  ‏{‏‏وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ‏}‏‏ ‏[‏الأنفال‏:‏16‏]‏
  12. قطع الرحم.
  13. شهادة الزور.
  14. اليمين الغموس: عن النبي ﷺ قَالَ: ((الْكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ))  أن تحلِفَ باللهِ لتأكُلَ حقَ مُسلِمٍ
  15. شرب الخمر.
  16. اللواط.
  17. الانتحار.
  18. قطع الطريق.
  19. الغضب.
  20. الظلم.
  21. النميمة.
  22. الرشوة.
  23. الافطار بلا سبب في نهار رمضان.
  24. الاصرار على ترك الحج لمن استطاع اليه سبيلا.
  25. ان يلعن الرجل والديه.
  26. غش الامام للرعية.
  27. الكبر و الفخر و الخيلاء و العجب و التيه.
  28. الغلول من الغنيمة و من بيت المال.
  29. السرقة.
  30. الكذب في غالب الاقوال.
  31. القاضي السوء (من لم يحكم بما أنزل الله).
  32. القواد المستحسن على اهله.
  33. تشبه النساء بالرجال و تشبه الرجال بالنساء.
  34. اكل الدم و لحم الخنزير و الميتة.
  35. عدم التنزه من البول.
  36. الرياء.
  37. المكاس: من يأخذ ما لا يستحق و يعطيه لمن لا يستحق.
  38. الخيانة.
  39. المنان.
  40. التعلم للدنيا و كتمان العلم.
  41. التكذيب بالقدر.
  42. التسمع على الناس و ما يسرون.
  43. اللعن.
  44. الغدر و عدم الوفاء بالعهد.
  45. تصديق الكاهن و المشعوذ.
  46. نشوز المرأة على زوجها.
  47. المصور في الثياب و الحيطان و نحو ذلك.
  48. النياحة و اللطم.
  49. الطعن في الانساب.
  50. البغي.
  51. الخروج بالسيف و التكفير بالكبائر(تكفير المسلم).
  52. اذى المسلمين و شتمهم.
  53. اذية اولياء الله الصالحين و معادتهم.
  54. اسبال الازرار و الثوب و اللباس تعززا و عجبا و فخرا.
  55. الاكل و الشرب في انية الذهب أو الفضة.
  56. لبس الحرير و الذهب للرجال.
  57. الذبح لغير الله.
  58. تغيير منار الارض.
  59. سب الصحابة رضوان الله عليهم.
  60. من دعا إلى ضلاله أو سن سنة سيئة.
  61. الواصلة في شعرها و المتفلجة و الواشمة.
  62. الجدال و المراء واللدد.
  63. المطفف في وزنه.
  64. الامن من مكر الله.
  65. الاياس من روح الله تعالى و القنوط.
  66. منع فضل الله.
  67. القمار.
  68.  ترك الجماعة فيصلي وحده من غير عذر.
  69. اذى الجار.
  70. الإلحاد في الحرم.

كفارة الكبائر

ومن أحكام الكبائر أنها لا تكفرها الأعمال الصالحة بل لا بد لتكفيرها من التوبة النصوح ، وعلى هذا أكثر العلماء ، مستدلين على ذلك بقوله ﷺ : ( الصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم .

فالكبائر لا بد لها من توبة ، وإذا لقي العبد ربه بها ، كان تحت المشيئة ، إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عذبه فترة ، ثم أدخله الجنة ، قال تعالى : .

 ﴿إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك باللّه فقد افترى إثما عظيما ﴾ (النساء:48) .

كفارة الكبائر، التي لها عقوبة في الدنيا كالزنا والسرقة وشرب الخمر، هو إقامة الحدود المقدّرة فيها كما رأى جمهور العلماء ذلك،  لقوله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين (عن عبادة بن الصامت قال: كنا مع رسول الله ﷺ في مجلس، فقال: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق، فمن وفّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به، فهو كفارة له، ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله، فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه).

فالحد المقدّر في ذنب كفّارة لذلك الذنب، أما من ستره الله عزوجل ولم تقم عليه هذه الحدود ولم يتب فأمره مفوض لخالقه عزوجل لقوله تعالى:

 ﴿إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك باللّه فقد افترى إثما عظيما ﴾ (النساء:48)

أما إذا تاب فإن توبته تُكفر ذنبه بمشيئة الله ورحمته. بينما الكبائر التي عقوبتها في الآخرة فإن التوبة النصوح تكفرها ، وكذلك كثرة الاستغفار والإنابة إلى الله، وكثرة الطاعات، لقوله تعالى

﴿وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا﴾ (الفرقان: 71).

 

المصادر