الحج والعمرة : ملف كامل عن اداء مناسك الحج والعمرة

  مصنف: شريعة 1431 0

لاحظت أن الكتب التي تشرح مناسك الحج  والعمرة والموجودة في المكتبات هي أحد ثلاثة كتب. فهي إما مرجع شامل لأحد فقهاء المسلمين يعرض مناسك الحج بطريقة مستفيضة تبين كل آراء الفقهاء بطريقة يصعب معها على غير المتخصصين في الفقه أن يستخرجوا برنامجاً يومياً مبسطاً لما ينبغي عليهم أن يفعلوه لاستيفاء مناسك الحج، أو هو كتيب صغير إن نجا من الاستفاضة في عرض مناسك الحج  والعمرة وعرض آراء مختلف الفقهاء فيها فلا ينجو من العرض الإنشائي غير المرتب الذي يصعب معه على المسلم المعاصر تتبع ما فيه، أو هو كتيب يفيض بالأدعية التي لم تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان أن شرح الله صدري لأن أعد هذه الملزمة لأعمال الحج والعمرة  مرتبة ترتيباً زمنياً وكذا آداب زيارة المسجد النبوي واضعاً نصب عيني أن أتجنب التكرار والاستطراد والجمل الإنشائية قدر الإستطاعة، ومتضمنة ما أثر عن رسول الله ﷺ من أدعية في كل منسك. وكان مرجعي الأساسي في إعداد هذه الملزمة هو كتاب فقه السنة لفضيلة الشيخ سيد سابق.
ونسأل الله أن يتقبل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به المسلمين.

أنواع  المناسكك ( الحج والعمرة)

يمكن للمسلم أن يؤدي أياً من المناسك التالية:
  1. عمرة (فقط) في غير موسم الحج .. إذ لا يجوز أداء العمرة في موسم الحج والعودة بدون الحج.
  2. حج فقط في موسمه دون أن تسبقه عمرة، وهذا يسمى إفراد.
  3. عمرة يتلوها حج بدون أن يتخللها تحلل من الإحرام وذلك في موسم الحج، وهذا يسمى قران، وهو أفضل لمن ساق معه هدياً.
  4. عمرة يتلوها حج وبينهما فترة زمنية يتحلل فيها المحرم من إحرامه، وهذا يسمى تمتع، وهو أفضل لمن لم يسق معه الهدي وشرطه أن يكون المسكن بعيداً عن الحرم بمقدار مسافة قصر الصلاة على الأقل.
وسنعرض إن شاء الله فيما يلي أعمال هذه المناسك بالتفصيل مبينين الفروق بينها، والرسوم التوضيحية المرفقة في نهاية هذه الملزمة تبين أعمال هذه المناسك الأربعة بإختصار. وبالله التوفيق

العمرة

أعمال العمرة هي على الترتيب:

  1. الإحرام.
  2. الطواف بالكعبة (البيت الحرام).
  3. السعي بين الصفا والمروة.
  4. التحلل من الإحرام.

الإحرام

هو نية أحد النسكين (العمرة أو الحج) أو نيتهما معاً الحج والعمرة ، ولا يفرض تعيين نوع النسك. وهو ركن من أركان الحج والعمرة ، ويجب الإحرام من الميقات. وميقات أهل مصر هي بلدة رابغ (شمال جدة) ويجوز الإحرام من المنزل.
أعمال الإحرام الواجبة والمستحبة:

  • تقليم الأظافر.
  • حلق الشعر الزائد وقص شعر الرأس والأخذ من الشارب.
  • الإغتسال.
  • تسريح الشعر.
  • التطيب (وإن بقي أثره بعد الإحرام).
  • لبس ملابس الإحرام البيضاء (وهي غير مخيطة للرجال ومخيطة للنساء) وتلبي بالحج أو بالعمرة كما سيأتي بيانه..
 وبعدما تدخل حالة الإحرام صلاة ركعتين سنة الإحرام (يقرأ فيهما سورتي الكافرون والإخلاص) وتجزئ الصلاة المكتوبة عنهما – التلبية وهي مشروعة عند الإحرام وعند الركوب والنزول وعند اعتلاء مكان مرتفع أو الهبوط إلى وادي وعند الالتقاء بأي ركب أو أحد وفي الأسحار ودبر كل صلاة وذلك حتى إستلام الحجر الأسود (في العمرة) أو حتى بلوغ الجمرة (في الحج). ويلبي الرجل جهراً، أما المرأة فتسمع نفسها ومن يليها. ولفظها (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، ويستحب الصلاة على النبي بعدها.

 

أنواع الإحرام وما يقال له

  1. عمرة: لبيك بعمرة، وذلك لمن أراد الإعتمار في غير أشهر الحج.
  2. إفراد: لبيك بحج وذلك لمن أراد الحج فقط ويبقى محرماً حتى نهاية الحج وليس عليه هدي.
  3. قران: لبيك بحج وعمرة وذلك لمن أراد الحج والعمرة معاً. ويبقى محرماً حتى قرب نهاية الحج كما سيأتي بيانه، وعليه هدي (بسبع ناقة أو سبع بقرة أو شاة).
  4. تمتع: لبيك بعمرة وهو إعتمار في أشهر الحج ثم حج في نفس العام دون الرجوع للوطن وفيه يبقى المحرم محرماً حتى يعتمر ثم يتحلل ويأتي كل ما حرم عليه بالإحرام. ثم يحرم من مكة بالحج يوم التروية (الثامن من ذي الحجة) ويقول: لبيك بحج. وعليه هدي.

ما يحل للمحرم
الإغتسال بالصابون الذي ليس له رائحة ولكن برفق حتى لا يسقط الشعر – تغيير الثوب – لبس الحزام لحفظ النقود والأوراق – لبس الخفين للمرأة – حك الرأس والجلد – التظلل بسقف أو مظلة – النظر في المرآة – شم الريحان فقء الدمل ونزع الضرس – قتل الحشرات الضارة – الاكتحال – لبس النظارة والساعة والخاتم ونحوهم.

محظورات الإحرام

  1. لبس الملابس المخيطة أو المحيطة (كالعمامة) إلا النساء. ومن لبس فعليه دم.
  2. تقليم الأظافر وقص الشعر ومن تعمد قص ثلاث شعرات فأكثر فعليه دم.
  3. الطيب بأنواعه ومن تطيب فعليه دم. ولا شئ على من تطيب ناسياً.
  4. الجماع وهو قبل التحلل الأول في الحج مفسد للحج وعليه بدنة (ناقة أو بقرة) أو سبع شياه، وهو بعد التحلل الأول غير مفسد للحج وعلى فاعله بدنة أو نحوها.
  5. مقدمات الجماع كالقبلة والملامسة وعليه دم أي شاة أو سبع بقرة. ويحرم الزواج أو التزويج وليس عليه شئ.
  6. قتل صيد البر المأكول ومن فعل فعليه الفدية بمثله في الخلقة. أما صيد البحر فحلال.
  7. قطع شجر الحرم ومن فعل فعليه دم.
  8. تغطية الرأس ولبس الحذاء العالي (البوت). ولا شيئ على من غطى رأسه ناسياً.
  9. المخاصمة والمجادلة وإكتساب السيئات.

مستحبات دخول المسجد الحرام

  1. الدخول من باب السلام قائلاً ( أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، بسم الله، اللهم صلي على محمد وآله وسلم اللهم اغفر لي ذنوبي افتح لي أبواب رحمتك).
  2. تقول عند وقوع نظرك على البيت (اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً). (اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام).

شروط الطواف بالكعبة

وهو يسمى طواف العمرة للمعتمر، وطواف القدوم للحاج المفرد، وطواف العمرة للقارن والمتمتع.

  1. الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر (الجنابة)، وطهارة الثوب، والطهارة من الحيض والنفاس ومن طاف وهو جنب أو حائض أو نفساء فعليه بدنة أو سبع شياه.
  2. كون الطواف سبعة أشواط كاملة تبدأ من الحجر الأسود وتنتهي إليه مع جعل البيت إلى اليسار حالة الطواف، ويجوز قطع الطواف للصلاة وغيرها والإكمال على ما تم من أشواط، ويجوز طواف النساء مع الرجال، ويجوز للطائف أن يركب لضعف أو مرض أو غيره.

سنن الطواف

  1. إستقبال الحجر الأسود عند بدء الطواف مع التكبير ورفع اليدين.
  2. الاضطباع (للرجال فقط) أي جعل وسط الرداء تحت الإبط الأيمن وجمع طرفيه على الكتف الأيسر مع إرخاء طرف على الصدر وطرف وراء الظهر.
  3. الرمل أي الهرولة في الثلاثة أشواط الأولى والمشي بعد ذلك، وذلك للرجال فقط دون النساء، فطوافهن مشي فقط.
  4. تقبيل أو إستلام (لمس) الحجر الأسود باليد ثم تقبيل اليد أو الإشارة إليه عند البدء وفي كل شوط.
  5. استلام الركن اليماني (الركن المجاور لركن الحجر الأسود) أو الإشارة إليه في كل شوط، والدعاء كما سيأتي بيانه.
  6. التوجه بعد الطواف إلى مقام إبراهيم (أو إلى أي مكان بالمسجد) وتلاوة (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وصلاة ركعتي الطواف ويقرأ فيهما سورتي الكافرون والإخلاص، وتؤدى الركعتان في أي وقت حتى أوقات النهي.

مستحبات أثناء الطواف

  1. تقبل الحجر الأسود بغير صوت أو تستلمه (تلمسه) بيدك ثم تقبل يدك أو تشير إليه (ولا تجوز المزاحمة الشديدة على الحجر الأسود فإنها قد تؤذي الغير من الضعفاء) ثم تقف بحذاء الحجر الأسود والبيت إلى اليسار وتبدأ الطواف قائلاً (بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاء بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم) وتقبل الحجر الأسود أو تستلمه وتقبل يدك أو تشير إليه في كل شوط ويستحب أن تكبر كلما حاذيت الحجر الأسود.
  2. تقول إذا حاذيت الركن اليماني المجاور للحجر (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار).

أدعية مستحبة أثناء الطواف

  1. (سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله).
  2. (اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وسعياً مشكوراً) وذلك في الحج.
  3. (اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه، واخلف على كل غائبة خيراً).
  4. (رب اغفر وارحم واعف عما تعلم انك انت الأعز الأكرم، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)
  5. وتستحب قراءة القرآن أو الدعاء مما ينشرح به الصدر.

مستحبات بعد الطواف (بعد صلاة ركعتي الطواف)

  1. الشرب من ماء زمزم. ومن آداب الشرب من زمزم إستحضار نية الشرب للشفاء ونحوه من خير الدين والدنيا لأن (ماء زمزم لما شرب له) كما جاء في الحديث، وإستقبال القبلة، وذكر الله تعالى بعد الشرب.
  2. الدعاء عند الملتزم (ما بين الركن والباب في الكعبة) وذلك بعد الشرب من زمزم قال ابن عباس (ما بين الركن والباب يدعى الملتزم، لا يلزم بينهما أحد يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه).

السعي بين الصفا والمروة

هو واجب في الحج ويلزم على من ترك بعضه أو كله دم. ويتم بعد ذلك الدعاء في الملتزم، فيقبل الحاج أو المعتمر الحجر الأسود، أو يستلمه ثم يقبل يده، أو يشير إليه ثم يخرج من باب الصفا إلى جبل الصفا تالياً قوله تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم).
شروط السعي:

  1. أن يكون بعد طواف.
  2. لا تشترط له الطهارة، إلا أنها مستحبة.
  3. السعي سبعة أشواط مفردة ولا تشترط فيها الموالاة فيمكن قطعها لصلاة أو عارض ثم الإكمال على ما تم فيها.
  4. يبدأ السعي من الصفا وينتهي إلى المروة على أن يكون السعي بالمسعى.
  5. لا يشترط إرتقاء الصفا والمروة، إلا أنه يستحب ارتقائهما وإستقبال البيت والدعاء.
  6. يجب على الأقل إلصاق القدم بالصفا والمروة في نهاية كل شوط.
  7. يندب المشي بين الصفا والمروة، والهرولة بين الميلين (عمودين لونهما أخضر) وذلك للرجل، أما بالنسبة للمرأة فلا يندب لها الهرولة بل تمشي مشياً عادياً. ويجوز للساعي أن يركب لعذر من ضعف أو مرض.

أدعية مستحبة أثناء السعي:

  • يستحب إرتقاء الصفا عند البدء إلى أن يظهر البيت ثم تقول (لا إله إلا الله) ثم تحمد الله وتقول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير).
  • لا إله إلا الله أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ثم تدعو بما تشاء. ثم تكرر ذلك ثلاث مرات ثم تأتي المروة وتفعل مثل ذلك. وتفعل مثل ذلك في كل شوط.
  • وأثناء السعي يستحب أن تقول:
    • (رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم).
    • (رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم).

التحلل من الإحرام:

  • وبالسعي تنتهي أعمال العمرة.
  • ويتحلل المعتمر والمتمتع بالحلق أو التقصير (أو قص قيد أنملة للمرأة).
  • أما الحاج القارن فيبقى على إحرامه. ومكان الحلق أو التقصير هو الحرم، ويجوز الحلق أو التقصير في أي مكان آخر.
  • ويقوم هذا السعي بالنسبة للحاج القارن مقام سعي الركن، إذ لا يشترط تأخير السعي بالنسبة له عن الوقوف بعرفة.

الحج

هو أحد أركان الإسلام الخمسة وشروطه هي:
الإسلام – البلوغ – العقل – الحرية – الإستطاعة.
وهو واجب مرة واحدة في العمر على التراخي، من البلوغ وحتى قبل الوفاة إلا أنه يستحب التعجيل به.

أعمال الحج هي على الترتيب

  1. الإحرام في يوم التروية
  2. المبيت بمنى في يوم التروية (الثامن من ذي الحجة)
  3. الوقوف بعرفة (ركن الحج الأعظم)
  4. المبيت بمزدلفة والوقوف بالمشعر الحرام
  5. رمي جمرة العقبة في يوم النحر (العاشر من ذي الحجة)
  6. ذبح الهدي
  7. التحلل الأول بالحلق أو التقصير
  8. طواف الإفاضة (طواف الركن)
  9. العودة إلى منى والمبيت بها
  10. رمي الجمار
  11. طواف الوداع

الإحرام :  في يوم التروية

وهو ركن من أركان الحج ولا يصح الحج بدونه. وقد سبق بيانه في العمرة.وبعده تشرع التلبية كما سبق بيانه في العمرة. ويحرم المتمتع من المكان الذي هو فيه (منزله)، وأما المفرد فيحرم من ميقاته، ومن ترك الإحرام من الميقات فعليه دم.

المبيت بمنى في يوم التروية (الثامن من ذي الحجة)

ويستحب الإكثار من الدعاء والتلبية في الطريق إلى منى – وتصلى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء (قصراً) (وإذا كان اليوم جمعة، وأدركت وقت الصلاة، تصلى الجمعة بمكة قبل الخروج إلى منى) ثم تبيت بمنى ولا تخرج منها حتى تشرق شمس التاسع من ذي الحجة. ومن ترك شيئاً من ذلك فقد ترك السنة ولا شيء عليه.

الوقوف بعرفة (ركن الحج الأعظم)

التوجه إلى عرفة بعد طلوع شمس التاسع (يوم عرفة) مع التكبير والتهليل والتلبية، ويستحب الإغتسال بمسجد نمرة (لمن استطاع) وصلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً مع الإمام، وإلا فتكون الصلاة جمعاً وقصراً حسب الاستطاعة. ولا يستحب دخول عرفة إلا بعد الزوال (وهو وقت زوال الشمس عن وسط السماء).

وقت الوقوف

وقت الوقوف يبدأ من بعد زوال يوم التاسع إلى طلوع فجر العاشر. ويكفي الوقوف في أي جزء من هذا الوقت، إلا أن من وقف بالنهار وجب عليه مد الوقوف إلى ما بعد الغروب. ومن وقف بالليل فلا يجب عليه شيء وله أن يفيض من عرفة في أي وقت. ويقصد بالوقوف الحضور والوجود نائماً أو يقظاناً أو راكباً أو ماشياً أو قاعداً أو مضجعاً طاهراً أو غير طاهر.
ويصح الوقوف بأي مكان بعرفة ويستحب الوقوف عند الصخرات أو قريباً منها، ولا يسن ولا ينبغي صعود جبل الرحمة.
والوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم ومن فاته فلا حج له وعليه دم وعليه أن يحج في العام التالي مباشرة ومن وصل إلى عرفة بالنهار وترك الجمع بين الليل والنهار فعليه دم.
ويصلي الظهر والعصر في عرفة جمعاً وقصراً.

آداب الوقوف بعرفة

  • الطهارة الكاملة ويستحب الاغتسال للوقوف بعرفة.
  • إستقبال القبلة والإكثار من الدعاء والإستغفار والذكر مع الخشية وحضور القلب ورفع اليدين ويستحب الإفطار في يوم عرفة للتقوي على الذكر والدعاء.

المبيت بمزدلفة والوقوف بالمشعر الحرام

يسن الإفاضة (الإنصراف) من عرفة إلى المزدلفة بعد غروب شمس التاسع بالسكينة والوقار. ويستحب التلبية والذكر. كما يستحب الاغتسال لدخول المزدلفة لمن استطاع.
وفي المزدلفة تصلي المغرب والعشاء قصراً جمع تأخير. ثم تبيت بها حتى فجر العاشر فتصلي الفجر ثم تأخذ في المسير حتى المشعر الحرام وهو آخر المزدلفة فتقف فيه (والمزدلفة كلها مكان وقوف إلا وادي محسر) وتذكر الله كثيراً حتى يسفر الصبح جداً. والمقصود بالوقوف الوجود على أي صورة واقفاً أو قاعداً، سائراً أو نائماً وذلك لأي فترة زمنية قبل فجر يوم العاشر، والوقوف بمزدلفة واجب، دون البيات ومن تركه فعليه دم، أما من كان له عذر، فلا شيء عليه.
ثم تجمع الجمرات وعددها سبعون حصوة على الأكثر، الواحدة في حجم حبة الفول (ويجوز جمعها من أي مكان آخر). ثم يفيض الناس (ينصرفون) إلى منى قبل طلوع الشمس من اليوم العاشر متوجهين إلى منى مكبرين وملبين.

رمي جمرة العقبة في يوم النحر (العاشر من ذي الحجة)

وبعد طلوع شمس العاشر ترمى جمرة العقبة (الجمرة الكبرى) بسبع حصيات. والجمرات موجودة في منى. ويجوز تأخير الرمي إلى الليل لعذر، ويكره التأخير لغير عذر ولا شيء على من تأخر. ويستحب التكبير والدعاء مع كل حصوة قائلاً (اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً). وتجوز الإنابة في رمي الجمار لعذر من ضعف أو مرض. ومن رمى الحصى كلها دفعة واحدة لا تحسب له إلا رمية واحدة.

ذبح الهدي

وذلك واجب على القارن والمتمتع ومستحب للمفرد والمعتمر. ويذبح الهدي بعد رمي جمرة العقبة لمن أمكنه ذلك، ويجوز تأخير الذبح لأي يوم من أيام التشريق (11-13 ذي الحجة) ولا شيء على من تأخر. ومن فاته ذلك ذبح الهدي الواجب قضاءاً. والهدي لا يكون إلا من الإبل أو البقر أو الغنم، وأقل ما يجزئ عن الواحد شاة أو سبع ناقة أو سبع بقرة، ولك أن تأكل نصفها وتتصدق بنصفها، أو تأكل ثلثها وتهدي ثلثها وتتصدق بثلثها الثالث.
ولك أن تذبح في أي مكان من منى أو في مكة. ولا يجوز إعطاء الجزار أجره من الهدي ويجوز التصدق عليه منها.

التحلل الأول بالحلق أو التقصير

وهو بعد جمرة العقبة والهدي (إن كان معك)، إلا أنه يجوز تأخير الهدي كما سبق في يوم النحر.
ويستحب الحلق بالموس للرجال إلا أنه يجوز له التقصير فقط. وأما المرأة فيجزي لها قص ثلاث شعرات على الأقل.
وبعد هذا التحلل يحل للمحرم كل شيء إلا النساء وهذا يسمى التحلل الأصغر.
ويستحب إستقبال القبلة أثناء الحلق والتكبير والبدء بالشق الأيمن وصلاة ركعتين بعد الفراغ من الحلق وتقليم الأظافر والأخذ من الشارب.

طواف الإفاضة (طواف الركن)

ويسمى أيضاً طواف الزيارة، وهو ركن من أركان الحج ومن لم يفعله بطل حجه.
بعد التحلل الأول، يعود المحرم إلى مكة ويطوف بالبيت كما طاف طواف القدوم. وأول وقته نصف الليل من ليلة النحر (ولا يشترط ترتيب الأفعال بطريقة معينة في يوم النحر) ولا حد لأخر وقته ويكره تأخيره لما بعد أيام التشريق (11 – 13 ذو الحجة) ولا شيء على من تأخر. وأفضل وقت له هو ضحى يوم النحر. ويستحب تعجيل الإفاضة للنساء إذا خفن الحيض، والمفرد والمتمتع يسعيان بعد الطواف (كما سبق بيان السعي في العمرة)، أما القارن فلا يسعى إن كان قد سعى عند القدوم، وإلا سعى. وترتيب أفعال يوم النحر سنة ولا شيء على من خالفها. وبطواف الإفاضة يتم التحلل الثاني للمحرم وبعده يحل له كل شيء حتى النساء.

العودة إلى منى والمبيت بها

وبعد التحلل الثاني يعود الحاج إلى منى في يوم النحر ويبيت بها ليلتين أو ثلاثاً على التخيير. والمبيت واجب ويلزم بتركه دم.

رمي الجمار

وهو للمتعجل يومان الحادي عشر والثاني عشر وللمتأخر ثلاثة أيام. وذلك في أيام التشريق الثلاثة (الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة). ويجوز عدم الرمي في اليوم الثالث عشر. ويستحب الاغتسال في كل يوم قبل الرمي لمن استطاع. والرمي يتردد بين الوجوب والسنة وتصح فيه الإنابة للنساء والضعفاء ويلزم بتركه مع عدم الإنابة فيه دم. والرمي من الزوال إلى الغروب ويجوز تأخير الرمي إلى الليل لعذر ويكره التأخير لغير عذر ولا شيء على من تأخر. والرمي بإحدى وعشرين حصاة كل يوم أي سبع حصيات لكل جمرة في اليوم ويشترط الترتيب في الرمي (الجمرة الأولى أي الصغرى ثم الجمرة الوسطى ثم جمرة العقبة). وذلك بنفس طريقة جمرة يوم النحر. ويقف الحاج بعد الرمي داعياً وذاكراً الله، إلا بعد جمرة العقبة فلا يقف عندها. والقاعدة هي أن كل رمي ليس بعده رمي في نفس اليوم لا تقف بعده. ويستحب التكبير والدعاء مع كل حصاة وأن تقول (اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً) ويجوز الإنابة في الرمي لعذر من ضعف أو مرض.

طواف الوداع

يعود الحاج إلى مكة بعد الرمي وقبل غروب شمس الثاني عشر (أو الثالث عشر على التخيير) ليطوف طواف الوداع ويكره الرجوع إلى مكة بعد الغروب لمخالفة السنة ولا شيء عليه. وطواف الوداع هو آخر ما يفعله الحاج في مكة، إلا أن يقضي حاجة أو يشتري طعاماً، وإن فعل شيئاً آخر أو أقام زمناً بعده أعاده. وهو طواف لا هرولة فيه ولا إضطباع. ويسن الاغتسال قبله. وطواف الوداع واجب، ومن تجاوز الميقات ولم يطف وجب عليه دم.

أحكام عامة عن الحج والعمرة

  1. يستحب قبل الإحرام التوبة من المعاصي ورد المظالم وقضاء الديون، ورد الودائع إلى أصحابها واصطحاب المال الحلال من غير تقتير ولا إسراف.
  2. يستحب إختيار رفيق السفر إلى الحج والعمرة ، صالحاً محباً للخير، معيناً عليه، يذكر صاحبه إذا نسى ويعينه إذا ذكر.
  3. يشترط  للمرأة ان ارادت أداء مناسك الحج والعمرة أن تصطحب معها زوجها أو محرم لها (أخاها، زوجها، ابنها،….) أو تكون في صحبة نسوة ثقات.
  4. يجوز لمن به عجز من مرض أو شيخوخة أن ينيب عنه غيره في الحج بشرط أن يكون النائب قد حج عن نفسه أولاً.
  5. على الصبي أن يحج بعد البلوغ، ولو كان قد حج قبل البلوغ.
  6. يجوز للحائض والنفساء أن تغتسل وتحرم وتقضي المناسك كلها غير أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر.
  7. يجوز الحج عمن مات وعليه حجة الإسلام.
  8. يجوز للحاج أن يتاجر ويتكسب وهو يؤدي أعمال الحج والعمرة .
  9. يجوز دخول مكة بغير إحرام، ويستحب الإغتسال لدخولها (لمن ينوي نسكاً).
  10. المسجد الحرام تحيته الطواف، إلا إذا كانت الصلاة المكتوبة مقامة أو إذا خيف ضياع وقتها فيجوز عدم القيام بطواف التحية. ولا يجوز أن يصلي الرجل بجوار المرأة أو خلفها لأي سبب.
  11. يجوز المرور أمام المصلي في الحرم.
  12. المقصود بالدم سبع بدنة (ناقة أو بقرة) أو شاة.
  13. من أحصر (أي منع من طواف العمرة أو الوقوف بعرفة أو طواف الإفاضة) فعليه دم. والإحصار لا يكون إلا بالعدو عند مالك والشافعي.
  14. الاغسال المسنونة هي: للإحرام – لدخول مكة – لطواف القدوم – للوقوف بعرفة – للوقوف بمزدلفة – كل يوم من أيام التشريق لرمي الجمار الثلاثة – لطواف الوداع.

آداب زيارة المسجد النبوي بالمدينة

  1. التطيب والتجمل بحسن الثياب والسكينة والوقار والدخول بالرجل اليمنى وأن تقول:
  2. أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، بسم الله اللهم صلي على محمد وآله وسلم، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك.
  3. يستحب أن تأتي الروضة الشريفة أولاً فتصلي بها تحية المسجد في خشوع وأدب. (أو الفريضة لو أقيمت).
  4. بعد تحية المسجد، تتجه إلى القبر الشريف مستدبراً القبلة وتقول مسمعاً نفسك فقط:
  5. السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خيرة خلق الله من خلقه. السلام عليك يا خير خلق الله. السلام عليك يا حبيب الله. السلام عليك يا سيد المرسلين. السلام عليك يا رسول الله رب العالمين. السلام عليك يا قائد الغر المحجلين. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك عبده ورسوله وأمينه وخيرته من خلقه، وأشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده).
  6. ثم تتأخر نحو ذراع إلى الجهة اليمنى فتسلم على أبي بكر الصديق، ثم تتأخر أيضاً نحو ذراع إلى الجهة اليمنى فتسلم على عمر الفاروق رضي الله عنهما.
  7. ثم تستقبل القبلة فتدعو لنفسك وأحبابك وإخوانك والمسلمين ثم تنصرف. وعليك ألا ترفع صوتك أثناء الزيارة إلا بقدر ما تسمع به نفسك.
  8. تجنب أن تتمسح بقبر الرسول أو أن تقبله، لأن ذلك مما نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام.
  9. يستحب الإكثار من التعبد في الروضة المباركة، قال رسول الله ﷺ (بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي).
  10. زيارة قبر الرسول ﷺ ليست واجبة وليست من شروط الحج ولكنها مستحبة.

زيارة أخرى

يستحب إتيان مسجد قباء قال رسول الله ﷺ (من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كانت له كأجر عمرة). ويستحب زيارة جبل أحد، وقبور شهداء موقعة أحد، وكذا زيارة البقيع، والحمد لله رب العالمين. تقبل الله منا ومنكم.

إعداد الدكتور محمد صلاح الدين عبد الكريم

يوسف يعقوب

كاتب ومترجم وخبير برمجة لاكثر من 20 سنة. مهتم بالغذاء والصحة وعلاج الامراض بالاعشاب والطرق الطبيعية.

أقرأ مقالاتي الأخرى