قطع الرحم – آثاره الدنيوية والاخروية، والاسباب وراء القطيعة

  مصنف: شريعة 3981 2

قطع الرحم كبيرة من كبائر الذنوب ،  وهو مما يستجلب العذاب الأخروي والبلاء الدنيوي.  ولا تصل عقوبة أيّ عمل إلى الانسان، بأسرع من عقوبة قطع الرحم. وقطيعة الرحم تكون بهجرهم ، والإعراض عن الزيارة المستطاعة ، وعدم مشاركتهم في مسراتهم، وعدم مواساتهم في أحزانهم، كما تكون بتفضيل غيرهم عليهم في الصلات والعطاءات الخاصة، التي هم أحق بها من غيرهم. 

آثار قطع الرحم

وهي تنقسم  إلى قسمين:

  1. الآثار الدنيوية
    • تعجيل الفناء: حيث يقول أمير المؤمنين عليه السلام: “أعوذ بالله من الذنوب التي تعجّل الفناء”، فقام إليه عبد الله بن الكوّاء اليشكري فقال: يا أمير المؤمنين: أو يكون ذنوب تعجّل الفناء؟ فقال عليه السلام: “نعم ويلك قطيعة الرحم”.
    • تعجيل العقوبة: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب”.
    • لا يرفع له عمل ولا يقبله الله :  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ النبي ﷺ يقول: “إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم”.
    • ضياع الأموال: فإنه مما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: “إذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار”.
    • حلول النقمة وارتفاع الرحمة:  عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “إن الرحمة لا تنزل على قومٍ فيهم قاطع رحم”. وعن أمير المؤمنين عليه السلام:”حلول النقم في قطيعة الرحم”.
  2. الآثار الأخروية:
    • قاطع الرحم ملعون في كتاب الله: قال الله تعالى { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } سورة محمد: 22-23 ، قال علي بن الحسين لولده: يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواطن.
    •  قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين: قال الله تعالى { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } البقرة: 26-27 .
    •  قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا ولعذاب الأخرة أشد وأبقى: عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: « ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
    • لا يرفع له عمل ولا يقبله الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي ﷺ يقول: « إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم» رواه أحمد ورجاله ثقات وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
    • قطعها قطع للوصل مع الله: عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله ﷺ : « الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله» رواه البخاري ومسلم وهذا لفظه.
    • سبب في المنع من دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يدخل الجنة قاطع رحم» رواه الترمذي.

أسباب قطع الرحم

  1. الجهل بعواقب القطيعة العاجلة والآجلة والجهل بفضائل صلة الرحم  العاجلة والآجلة.
  2. ضعف التقوى.
  3. التكبر.
  4. العتاب الشديد: فبعض الناس إذا زاره أحد من أقاربه بعد طول انقطاع عاتبه عتابا شديداً ولامه على طول مدة انقطاعه، فمن هنا يفضل الشخص عدم الزيارة لتفادي العتاب واللوم.
  5. قلة الاهتمام بالزائرين: فمن الناس مَنْ إذا زاره أقاربه لم يُبْدِ لهم الاهتمام، ولا يفرح بمقدمهم، ولا يستقبلهم إلا بكل تثاقل مما يقلل رغبتهم في زيارته.
  6. الشح والبخل: فمن الناس من إذا رزقه الله مالًا أو جاهًا تجده يتهرب من أقاربه خوفًا من الاستدانة منه، أو يكثرون الطلبات عليه، أو غير ذلك.
  7. تأخير قسمة الميراث: فقد يكون بين الأقارب ميراث لم يقسم  تكاسلاً، أو لأن بعضهم عنده شيء من العناد، أو نحو ذلك. وكلما تأخر قسم الميراث، وتقادم العهد عليه، شاعت العدواة والبغضاء بين الأقارب، وتكثر المشكلات فتحل الفرقة، وتسود القطيعة.
  8. الشراكة بين الأقارب: في مشروع، أو شركة ما دون أن يتفقوا على أسس ثابتة، ودون أن تقوم الشركة على الوضوح والصراحة، بل تقوم على المجاملة، وإحسان الظن. فإذا ما زاد الإنتاج، واتسعت دائرة العمل دب الخلاف، وحدث سوء الظن، ومن هنا تسوء العلاقة، وتحل الفرقة.
  9. الاشتغال بالدنيا: واللهث وراء حطامها، فلا يجد هذا اللاهث وقتاً يصل به قرابته، ويتودد إليهم.
  10. الطلاق بين الأقارب: فتكثر المشكلات بين أهل الزوجين.
  11. بُعْد المسافة والتكاسل عن الزيارة.
  12. الحسد: فهناك من يرزقه الله علماً، أو جاهاً، أو مالاً، أو محبة في قلوب الآخرين، فتجده يخدم أقاربه، ويفتح لهم صدره، ومن هنا قد يحسده بعض أقاربه، ويناصبه العداء، ويثير البلبلة حوله، ويشكك في إخلاصه.
  13. سوء الخلق من بعض الزوجات: فبعض الناس يبتلى بزوجة سيئة الخلق، لا تحتمل أحدًا من الناس، ولا تريد أن يشاركها في زوجها أحد من أقاربه أو غيرهم، فلا تزال به تنفره من أقاربه، وتثنيه عن زيارتهم وصلتهم، وتقعد في سبيله إذا أراد استضافتهم، فإذا استضافهم أو زاروه لم تظهر الفرح والبشر بهم، فهذا مما يسبب القطيعة بين الأقارب. وبعض الأزواج يُسْلِم قياده لزوجته فإذا رضيت عن أقاربه وصلهم، وإن لم تَرْضَ قطعهم، بل ربما أطاعها في عقوق والديه مع شدة حاجتهم إليه.